أخبار فلسطين

بالقرن الـ20.. ابتكرت أميركا سلاحاً لحرق ألمانيا واليابان 

بالقرن الماضي، عرفت الحرب العالميه الثانية تطورا غير مسبوق بمجال الأسلحة حيـث اتجهت الأطراف المتحاربة لتطوير ترساناتها البرية والبحرية والجوية أملا فى تحقيق ترصد على مختلف الجبهات وإجبار الطرف الآخر على التراجع والاستسلام.

وفي خضم هذه الحرب، طورت الولايات المتحدة الأميركية بشكل سري أولى القنابل الذرية التى ألقيت ما بين يومي 6 و9 آب/أغسطس 1945 على كل مـن هيروشيما وناغازاكي لإجبار اليابان على الاستسلام والخروج مـن الحرب.

وإضافة للقنبلة الذرية، طوّر الأميركيون بنفس الفتره، وبشكل سري، سلاحا فتاكا آخر عرف بالنابالم (Napalm) والذي كان عبارة عَنْ سائل هلامي، شديد الاشتعال، قادر على الالتصاق بالأشياء التى يلامسها.

أسلحة شبيهة بالنابالم

بالعصور الوسطى، استخدم البيزنطيون ما عرف بالنار الإغريقية بمعاركهم البحرية، فخلال العام 672 ميلادي، اعتمد هذا السلاح لقذف اللهب نحو سفن العدو وإحراقها.

وقد تكونت النار الإغريقية مـن خليط، شديد الاشتعال، يرمى نحو السفن المعادية لإشعال النار بها وتدميرها، وحسب بعض المصادر، يرجح كثيرون ان هذا الخليط الملتهب كان عبارة عَنْ مزيج مـن النفطة (Naphta) وأكسيد الكالسيوم كَمَا اعلن آخرون عَنْ إضافة الصمغ والنتر وفسفيد الكالسيوم والكبريت إليه. وبفضل هذا السلاح، حَقَّق البيزنطيون انتصارات بحرية عديدة خاصة اثناء حصار القسطنطينية ما بين عامي 717 و718.

وبالقرن العشرين، شهدت الحرب العالميه الثانية فى انطلاقها استخدام الحلفاء لنوع مـن الخليط الحارق الشبيه بالنابالم. فمنذ العام 1939، اعتمدت فرق مـن الجيش الأحمر السوفيتي على خليط احتوى على مادة اللثى (Latex) لصنع قنابل حارقة الشبيهة بالنابالم. ويعود السبب فى الاعتماد على اللثى حينها لندرة مادة المطاط الطبيعي بسـبب استيلاء اليابانيين على اهم المناطق المصدرة للمطاط كتايلند وماليزيا وإندونيسيا. وأمام هذا النقص، اتجهت بعض المؤسسات الأميركية، الي جانب جامعة هارفارد، لإجراء أبحاث بهدف إنتاج نوع مـن المطاط الاصطناعي لمواصلة دعـم صناعة إطارات السيارات والثياب والأنابيب والمواد الطبية.

اختراع النابالم واستخدامه

وبجامعة هارفارد الأميركية، استطاع فريق عمليات بحث علمي بقيادة عالم الكيمياء لويس فيسر (Louis Fieser) مـن تطوير النابالم لأول مرة عَامٌ 1942. مـن جهة ثانية، كلفت مخابر نيودكس برودوكت (Nuodex Products) بمهمة إنتاج النابالم. ومع بداية الإنتاج، كان النابالم عبارة عَنْ مسحوق بني وجاف.

ومع خلطه بالبنزين، يكتسب هذا المسحوق خاصيات إضافية فيتحول لسائل لزج ولاصق سريع الالتهاب، وبتلك الفتره، اقترح أحد رفاق لويس فيسر إضافة الفسفور لهذا السائل اللزج لجعله قادرا على دخول الأنسجة العضلية البشرية وإلحاق أضرار كبيرة بها.

يـوم 4 تموز/يوليو 1942، جرّب النابالم لأول مرة بأحد ملاعب كرة القـدم التابعة لجامعة هارفارد للأعمال. وبالفترة التالية، أجريت تجارب إضافية، بمساعدة الجيش الأميركي، بمناطق زراعية نائية. وبهذه التجارب، أثبت النابالم فاعليته ليتم على إثر ذلك اعتماده جاء الى الجيش الأميركي بالقنابل الحارقة والأسلحة القاذفة للهب.

على ساحات القتال، استخدم النابالم بداية مـن العام 1943 بالحملة العسكرية التى شنها الحلفاء امام المواقع اليابانية بغينيا الجديدة. مـن جهة ثانية يعود أول استخدام استراتيجي لهذا السلاح الحارق لعام 1944. فبتلك السنة، اعتمد سلاح الجو الأميركي على النابالم لقصف المواقع الألمانية المحصنة ببرلين تزامنا مع اعتماده بكثافة امام اليابانيين على ساحة المحيط الهادئ.

وبالسنوات التالية، لم يتردد الأميركيون فى استخدام النابالم بالحرب الكورية وحرب فيتنام. وحسب بعض التقديرات، ألقى الأميركيون ما قدره 388 ألف طن مـن النابالم على فيتنام ما بين عامي 1963 و1973، مـن جهة ثانية، استخدمت دول أخرى، كفرنسا وإسرائيل، النابالم بعدد مـن حروبها كحرب الاستقلال الجزائرية وحرب الستة أيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى