يـوم 1 سبتمبر 1939، باشرت القوات الألمانية اجتياحها للأراضي البولندية معلنة بذلك بداية الحرب العالميه الثانية.
وخلافاً لما توقعه أدولف هتلر الذى آمن بحرب قد تستمر لأشهر، نجحت القوات الألمانية فى التقدم بشكل سريع دَاخِلٌ الأراضي البولندية بفضل تفوقها التقني والعددي لتتمكن إثر ذلك مـن اعلن الحرب فى غضون أسابيع معدودة. وتنفيذاً لما جاء بمعاهدة ريبنتروب مولوتوف (Ribbentrop-Molotov)، لم يتردد السوفييت بدورهم فى التدخل امام بولندا مـن الشرق بحدود يـوم 17 سبتمبر 1939 حيـث نصت هذه المعاهدة حينها على اقتسام الأراضي البولندية بين برلين وموسكو.
الي ذلك، شهدت بداية الحرب العالميه الثانية تدخلاً محدوداً مـن جانب سلوفاكيا، جمهورية سلوفاكيا حديثة النشأة، امام بولندا حيـث حشدت الاخيره عشرات الآلاف مـن قواتها لشن هجـوم “رأس الحربة” محدود على الأراضي البولندية أملاً فى انتزاع جانب مـن المناطق التى صنفتها منذ اشهر كجزء مـن دَوْلَةٌ سلوفاكيا.
فيلق برنولاك
يـوم 14 مارس 1939، سجلت دَوْلَةٌ سلوفاكيا، العميلة لألمانيا، ظهورها على أنقاض تشيكوسلوفاكيا التى انحلت واضمحلت بعد معاهدة ميونخ عَامٌ 1938. الي ذلك، أفرزت معاهدة ميونخ عَنْ خلاف بين كل بولندا وسلوفاكيا بسـبب منطقه حدودية صغيرة أقدم البولنديون على ضمها لممتلكاتهم عَامٌ 1938 بموافقة هتلر.
القوات الألمانية فى بولندا
وأثناء المشاورات الألمانية السلوفاكية ما بين يومي 20 و21 يوليو 1939، وافقت سلوفاكيا على التدخل عسكرياً امام بولندا تزامناً مع بداية الهجوم الألماني. فضلا عَنْ ذلك، سمح السلوفاكيون للألمان باستخدام أراضيهم لتجميع قواتهم والعبور نحو بولندا.
ولدعم الهجوم الألماني، حشدت سلوفاكيا بداية مـن يـوم 26 أغسطس 1939 نحو 50 ألف عسكري ضوء ما عرف بفيلق برنولاك (Bernolák) الذى ظهر خصيصاً للتدخل امام بولندا. فضلاً عَنْ ذلك، استدعت سلوفاكيا 160 ألفاً مـن جنود الاحتياط الذين دخل نحو 115 ألفاً منهم الخدمة بحلول يـوم 20 سبتمبر 1939.
صورة تعبيرية لدبابة ألمانية مـن نوع بانزر 2 اثناء الحرب العالميه الثانية
التدخل امام بولندا
تزامناً مع بداية الهجوم الألماني، باشرت القوات السلوفاكية تدخلها بالأراضي البولندية فى حدود الساعة الخامسه صباحاً يـوم 1 سبتمبر 1939. وأثناء تقدمها، توغلت القوات السلوفاكية حوالى 30 كلم بالأراضي البولندية مهيمنة بذلك على مدن عدة كزاكوبان (Zakopane) وجافورينا (Javorina). ويوم 7 سبتمبر 1939، أوقفت القوات السلوفاكية تقدمها قبل ان تتراجع بينما بعد لتأمين المدن التى هيمنت عليها.
مـن عملية تكريم القوات السلوفاكية بعد نهاية الحرب امام بولندا
مـن جهة ثانية، اتجه قسم آخر مـن القوات السلوفاكية صوب الحدود مع المجر لتأمينها امام اى هجـوم “رأس الحربة” محتمل حيـث شهدت هذه المناطق الحدودية، طيلة سبتمبر مـن العام نفسه، مناوشات حدودية بين الطرفين. وأثناء هجومها على بولندا، سجلت سلوفاكيا خسائر محدودة حيـث قتل 37 فرداً مـن جنودها وأصيب 114 آخرون بينما صنّف 11 جنديا آخر فى عداد المفقودين.
وزير دفاع سلوفاكيا اثناء تكريمه لعدد مـن الجنود
وبحلول أكتوبر 1939، اتجهت سلوفاكيا لسحب ما تبقى مـن قواتها مـن بولندا قبل ان تعمد لحل التشكيلات العسكرية التى شكلتها لغزو الأراضي البولندية. وعلى إثر خسارة بولندا، سمح هتلر لسلوفاكيا بالحصول على المناطق الحدودية المتنازع عليها مع البولنديين. وقد ظلت هذه المناطق قابعة تحت سلطة سلوفاكيا لحدود أواخر الحرب العالميه الثانية. فعقب خسارة دول المحور، أعاد الحلفاء الحدود البولندية السلوفاكية للوضع الذى كانـت عليه عَامٌ 1920.