عادة عندما يضيف الاقتصاد المزيد مـن الوظائف فى شهر معين، ينخفض معدل البطالة. ولم يكن هذا هو الحال بالنسبة للاقتصاد الأميركي اثناء شهر أغسطس الماضي.
وعلى الرغم مـن إضافة 187 ألف وظيفة جديدة فى أغسطس، ارتفع معدل البطالة الي 3.8% مـن 3.5% فى يوليو. وهذه أكبر قفزة شهرية منذ مايو. وبعيداً عَنْ مدة الوباء، كانـت المرة الاخيره التى ارتفع فيها معدل البطالة الي هذا المستوى فى شهر كان اثناء شهر نوفمبر 2011.
بحكم التعريف، فإن معدل البطالة يجسد حصة العاطلين عَنْ العمل كنسبة مئوية مـن القوى العاملة. والقوة العاملة هى إجمالي عَدَّدَ الأشخاص العاملين والعاطلين عَنْ العمل. ولكي تعتـبر عاطلاً عَنْ العمل، ليس مـن الضروري بالضرورة ان تكون قد تم تسريحك مـن العمل مؤخرًا.
يصنف مكتب إحصاءات العمل الأميركي، شخصًا ما على أنه عاطل عَنْ العمل إذا كان لا يعمل ولكنه متاح للعمل وبذل جهدًا محددًا فى الشهر الماضي للعثور على وظيفة. وإذا لم يستوفوا هذه المعايير، فإنهم لا يعتبرون جزءا مـن القوى العاملة.
وخلال الشهر الماضي، ارتفع عَدَّدَ العاطلين عَنْ العمل بمقدار 514 ألفًا الي 6.4 مليون. لكن عَدَّدَ العاملين ارتفع بمقدار 222 ألف شخص الي 161.5 مليون. ويعني التأثير الصافي لذلك ان القوة العاملة ارتفعت بمقدار 736 ألف شخص الي 167.8 مليون. لذا، رياضىًا، عندما تقسم 6.4 مليون على 167.8 مليون، ستصل الي معدل بطالة يبلغ 3.8%.
وبغض النظر عَنْ الأرقام، فهذا يعني ان المزيد مـن الأشخاص بدأوا فى البحث عَنْ وظائف بنشاط فى الشهر الماضي حتـى لو لم يتم التخلي عَنْ وظائفهم مؤخرًا. وفي الوقت نفسه، كان عَدَّدَ أقل مـن الناس لديهم وظائف.
وفق مجموعه “سي إن إن”، فإنه ومن الناحية الفنية، ارتفعت العمالة فى القطاعات غير الزراعية بمقدار 187 ألفًا. وهذا الرقم هو نتاج المسح الشهري الذى يجريه “بي إل إس” لأكثر مـن 100000 شركة ووكالة حكومية. ومع ذلك، فإن البيانات المستخدمة لحساب معدل البطالة تأتي مـن مسح شهري مختلف لحوالي 60.000 أسرة يجريه مكتب الإحصاء لصالح مكتب إحصاءات العمل.
حيـث يسأل أحد الاستطلاعات الشركات عَنْ عَدَّدَ الأشخاص الذين قامت بتعيينهم أو تسريحهم الشهر الماضي، بينما يسأل الاستطلاع الآخر الأفراد عما إذا تم تعيينهم أو تسريحهم الشهر الماضي.
ووجد مسح العمال، ان هناك 34000 وظيفة أقل فى مجال النقل والتخزين الشهر الماضي مقارنة بشهر يوليو. ولم يتم تَسْجِيلٌ هذا الرقم فى مسح الشركات. ويمكن ان يساعد ذلك فى تفسير سبب صعود معدل البطالة، على الرغم مـن تحقيق مكاسب فى الوظائف أقوى مـن المتوقع فى أغسطس الماضي.