صلالة العمانية.. طبيعة ساحرة وفرص تجارية واقتصادية | طريقة حياة سام نيوز اخبار
تعتـبر مدينة صلالة فى سلطنة عُمان واحده مـن ابرز الوجهات السياحية التى تجذب مئات الآلاف مـن السائحين اثناء السنوات الاخيره، لما تقدمه مـن طبيعة خضراء ساحرة، وطقس مثالي.
وتعيش مدينة صلالة فى جو بارد يقل عَنْ 15 درجة مئوية، فى الوقت الذى ترتفع فيه درجات الحرارة فى مدن الخليج، وتصل الي ما يزيد على 40 درجة مئوية، مما يجعلها مدينة جاذبة للسكان المحليين، وللسياح القادمين مـن المدن الخليجية.
وتتمتع مدينة صلالة بجاذبية كبيرة خاصة اثناء موسـم الخريف، وخلاله تتميز بمناخها الرطب وطبيعتها الخضراء، حيـث الحياة البرية الغنية الفريدة، التى تضم مجموعه مـن النباتات الطبيعية وأشجار اللبان والموز ومزارع الفاكهة وأشجار جوز الهند.
سويسرا الخليج
وفي فصل الخريف يقوم المزيد مـن سكان محافظة ظفار، التى تتبعها صلالة، بنصب خيامهم فى سهلي صحلنوت وأتين، وهو تقليد قديم لأهالي المحافظة فى هذا العام.
ويطلق على صلالة الاسطورة الجديد عدة، مـن بينها المدينة الخضراء، سويسرا الخليج، جبال أوروبا العربية، لوصف الولاية العمانية الساحرة.
ولعشاق الرياضة والمغامرة النصيب الأكبر مـن الأنشطة السياحية التى تقدمها المحافظة لضيوفها مـن تسلق الجبال، وركوب الأمواج، واستكشاف الكهوف، ومراقبة الطيور، وسباقات الهجن.
طبيعة خلابة
وتمتاز صلالة بالمقومات الطبيعية الخلابة التى تضفي عليها طابعا جماليا ساحرا، وتجعلها مقصدا مهما لمحبي عيون المياه الجارية والشلالات والنوافير الطبيعية والكهوف القديمة التى تعود لمئات السنين.
إضافة الي مشاهد الشلالات والسهول والمراعي الخضراء التى تضم آلاف الرؤوس مـن الإبل، وهي تختلف كليا عَنْ مشاهد صحراء الربع الخالي وصحاري دول الخليج التى تبعد عنها عشرات الكيلومترات.
وتشتهر صلالة بالعيون المائية خاصة فى جبل دربات التى تنهمر فيها الشلالات مـن ارتفاعات تمتد لعشرات الأمتار، إضافة لعين صلحنوت، وعين جرزيز، وهي أقدم العيون المائية فى محافظة ظفار.
وبجانب العيون الجارية تتميز صلالة بالشواطئ الفريدة، مـن أبرزها شاطئ المغسيل الذى ينفرد بمياهه الزرقاء المائلة للأخضر الفيروزي، ورماله البيضاء التى تظللها أشجار النخيل، إضافة الي مجموعه مـن النوافير الطبيعية، إذ تندفع المياه مـن باطن الأرض فى مشهد خلاب، يجذب آلاف السائحين يوميا.
وتمتاز الكهوف فى صلالة بأنها الأكبر والأجمل فى منطقه الخليج، ومنها كهف المرنيف الذى يقع قرب شاطئ المغسيل، وكهف طيق أحد أكبر الكهوف بسلطنة عمان، ويمتاز بطبيعته الجغرافية وتكويناته الصخرية النادرة.
شواهد تاريخية
وتضم مدينة صلالة عددا مـن الحصون التاريخية التى تعتـبر شواهد تاريخية على حضارة المنطقة، ومنها حصن مرباط وحصن سدح وحصن طاقة.
كَمَا يوجد فى صلالة مجموعه مـن المعالم البارزة، منها متحف أرض اللبان الذى يعد الأشهر فى سلطنة عمان، ويقع فى منطقه البليد الأثرية، وينقسم المتحف الي قسمين، الاول يضم مقتنيات تصور الحياة البحرية فى عمان، اما القسم الثانى فيتناول تاريخ عمان القديم والحديث.
اما قرية سمهرم التراثية، فتعد مـن اهم وأشهر المناطق الأثرية، وهي عبارة عَنْ ميناء قديم يتجاوز عمره آلاف السنين، وتضم القرية متحفا صغيرا يعـرض أفلاما وثائقية تصور الحياة فى سلطنة عمان.
وتعد المزارات الدينية فى صلالة مـن اهم عناصر الجذب السياحي، وتحمل دلالة على التَّارِيخُ العتيق لصلالة، ومنها مقام النبي أيوب الذى يقع على جبل إتين، مطلا على مناظر طبيعية خلابة، إضافة لضريح عمران، الذى يعد مـن أطول القبور فى العالم حيـث يمتد لحوالي 30 مترا، بجانب المساجد ذات الطابع العمراني المميز، وأهمها جامع السلطان قابوس الذى يعد أجمل وأكبر مسجد فى محافظة ظفار ويضم أكبر ثريا فى العالم.
ويحرص السائحون على زيارة وادي دوكة، وهو محمية طبيعية لأشجار اللبان التى يطلق عليها الأشجار المدللة والمسجلة فى قائمة التراث العالمي، كونها مـن اهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان.
تجارة اللبان
وتمتد كثافة أشجار اللبان بالوادي على مساحة واسعة، ويقدر عددها بأكثر مـن 5 آلاف شجرة لبان مزروعة وطبيعية.
وتشتهر المدينة بأسواق اللبان، حيـث يعد اللبان الهدية الرئيسية التى يحرص السائحون على اقتنائها قبل مغادرتهم لصلالة.
وتعود تجارة اللبان الي آلاف السنين، وهو ما سجلته جدران المعابد الفرعونية القديمة منذ رحلات حتشبسوت للأراضي العمانية، وتشير الدراسات والبحوث التى قام بها بعض الباحثين والعلماء الي تاريخ المدينة القديم، وهو ما تدل عليه الآثار المتنوعة مـن كتابات ونقوش.
مهرجانات صلالة
وتستضيف صلالة مجموعه مـن المهرجانات على مدار العام، مـن أبرزها مهرجان خريف ظفار السياحي السنوي، الذى يحظى بشعبية بين الخليجيين والسياح الأجانب على مر السنين، فقد أصبح مهرجانا دوليا مقدما مجموعه مـن العروض الثقافية والفنية والرياضية والتراث والمسابقات وأنشطة التسوق.
اما مهرجان صلالة للمأكولات فيحظى بإقبال كثير مـن مختلف السائحين الذين يستمتعون باستكشاف اشهر الأطباق العمانية المميزة والتمتع بأشهى المأكولات العالميه، مـن اثناء مشاركة أكثر مـن 70 مزودا للمأكولات والمشروبات، كَمَا يقضي الزوار أوقاتا جيدة بحضور فعاليات ترفيهية مصاحبة مثل عرض “خواطر الظلام” و”عرض بوليوود” و”عرض الأضواء”.
وبجانب المقومات السياحية تمتلك صلالة مقومات اقتصادية كبرى، حيـث تضم ثاني أكبر ميناء بحري للحاويات فى الشرق الأوسط، ومراكز ومدن صناعية لخدمة ميناء صلالة الحيوي.
وتتنوع بمدينة صلالة الحرف والصناعات والفنون التقليدية كصناعة القوارب والفخار والصناعات الخشبية والجلدية.
صلالة عاصمة محافظة ظفار
وتعتبر صلالة عاصمة محافظة ظفار وأكبر مدنها، ويبلغ عَدَّدَ قاطنيها 180 ألف نسمة، وتبتعد عَنْ العاصمة مسقط بنحو ألف كيلومتر.
وتقول عائشة الكلباني، وهي عُمانية مـن مسقط، “عندما نأتي الي صلالة فى اشهر الصيف والخريف نقيم فوق الجبال المرتفعة، التى يزيد صعود بعضها على 800 متر، ومن حولنا تتحرك السحب، وتقتحم جلساتنا فى مشهد لا يوصف”.
وتضيف “توصف صلالة بأنها سويسرا العرب، حيـث يعيش مـن يصل اليها بين شلالات تسقط مـن ارتفاعات تصل الي 20 مترا، ومنها شلالات أثوم، وعين كور، وتحيطها بحيرات مـن مياه الأمطار وقنوات تتدفق فيها مياه العيون الطبيعية، والأشجار الشاهقة”.
ويتوجه زوار صلالة الي قمم الجبال المطلة على المحيط الهندي، وتحديدا فى منطقه أفتلقوت، “لرؤية الجبال الخضراء وهي تحتضن أمواج المحيط الهندي، ومن حولنا السحب، لنعيش أوقاتا لا تنسى”، كَمَا تقول الكلباني.