الاخبار العربية والعالمية

هل تدين حماس وطوفان الأقصى؟.. عندما يطلب مـن الضحية إدانة نفسها | سياسة سام نيوز اخبار

يتنقل السفير الفلسطيني فى بريطانيا، حساـم زملط، بين القنوات الإنجليزية ليتفاجأ بسؤال واحد، يطرحه معظم المقدمين بغض الطرف عَنْ المؤسسة التى ينتمون اليها: هل تدين حركة “حماس” وعمليتها “طوفان الأقصى”؟

رغم ان الرجل كان ذكيا واستطاع بأجوبته وجرأته قلب الطاولة على المذيعين، الذين كانوا يودون انتزاع كلام منه يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة أنه سفير السلطة الوطنيه الفلسطينية، ولكنه لم يتخيل ان يكون السؤال موحدا فى مؤسسات تدعي أنها “أبو الصحافة وأمها”: “هل تدين”؟

وأكثر مـن ذلك وجه السفير لهم أسئلة كانـت كافية لفضح زيف ادعاءات الإعلام الغربي، بأنه مع الديمقراطية والحرية ولا يكيل بمكيالين.

وفي إحدى المقابلات يجيب حساـم زملط عَنْ سؤال “المليون دولار”، ان هناك “هوسا بإدانة الضحية ولوم الضحايا وإدانة مـن هم تحت الاحتلال والاستعمار والمحاصرين منذ اعوام طويلة”.

السفير الفلسطيني الذى لمع نجمه، رأى بعض المتابعين أنه يَخُوض حربا اعلامية ضارية فى وجه الحرب الإسرائيلية على غزة.

“وحشية حماس”

وفي مرحلة على الإعلام الغربي المكتوب والمقروء والمسموع، يظهر لنا التحيز والزوبعة الإعلامية التى أثاروها بسـبب مقتل وجرح وأسر آلاف الإسرائيليين، بينما ان الصمت يسود عندما تدمر غزة عَنْ بكرة أبيها، ويُقتل النساء والأطفال، وتُقصف المستشفيات والمساجد، ويُقتحم المسجد الأقصى، وتُنتهك حرمة مدينة القدس.

فى صحيفة “تايمز” البريطانية -على سبيل المثال-، تعدّ الكاتبة البريطانية ميلينا فيليبس، ان “وحشية حماس هى الأسوأ منذ المحرقة”.

وتضيف الصحفية -البالغة مـن العمر 72 عاما- وأغلب مقالاتها تُعنى بحقوق الإنسان والطفل، ان “الوضع الذى تكشف يـوم السبت الماضي، هو أكثر مـن أسوأ كابوس إسرائيلي.”

وزعمت ان “نحو 1000 مـن إرهابيي حماس اقتحموا السياج الحدودي، وهاجموا المجتمعات فى البلدات والقرى والكيبوتسات فى جميع ارجاء جنوب البلاد. وكان هدفهم القتل الجماعي للمدنيين الإسرائيليين”.

وادّعت أنهم “انتقلوا مـن منزل الي آخر وذبحوا ساكنيه وأحرقوا منازلهم. أطلقوا النار على الناس فى سياراتهم. قتلوا كبار السن مـن الرجال والنساء والأطفال الصغار، وضربوا إسرائيليا حتـى الموت بفأس”.

ولم تُشر ميلينا فى مقالها الي حصار قطاع غزة أو حرمان سكانه مـن أيسر حقوقهم، وقصف مدنهم وقتل الأبرياء فيها، وجهة نظر واحده فى المقال منحازة بشكل كامل للاحتلال.

ماتوا وقتلوا

ونبقى مع وسائل الإعلام البريطانية، فهيئة البث البريطانية “بي بي سي” تستخدم فى وصف شهداء غزة فعل “ماتوا”، وفي وصف القتلى الإسرائيليين فعل “قتلوا”، فى إشارة الي ان الإسرائيليين قتلتهم حركة حماس، وضحايا غزة قُتلوا بالخطأ، أو ان الاحتلال لم يستهدفهم.

إزدواجية المعايير
“بي بي سي” تستخدم فعل “ماتوا” للشهداء الفلسطينيين و”قتلوا” للقتلى الإسرائيليين (مواقع)

ولم تبتعد صحيفة “إيكونومست” عَنْ خط “التحيز الأعلامي” وتنشر مقالا بعنوان، “الرهائن الإسرائيليون يواجهون محنة مرعبة”.

وتصف الصحيفه يـوم بداية “طوفان الأقصى” بيوم الرعب وأن حماس “اختطفت عددا لا يحصى مـن الإسرائيليين، مـن مدنيين وجنود، وأعادوهم الي غزة. وتم التعرف الي عَدَّدَ قليل منهم، إما مـن اثناء المقاطع المرئية المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإما مـن اثناء المقابلات الحزينة مع عائلاتهم على التلفزيون الإسرائيلي. ولا يزال كثير منهم دون أسماء”.

بينما لم تكترث الصحيفه نفسها لآلاف المعتقلين مـن النساء والأطفال والشيوخ والشباب فى السجون الإسرائيلية، ولا يُعرف مصيرهم، أو كيف يُعاملون؟

بكاء كيربي

وإلى الإعلام الأميركي الذى خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها بعنوان، “الهجوم على إسرائيل يتطلب الوحدة والعزيمة”.

وجاء فى المقال ان “الهجوم الإرهابي الوحشي الذى شنته حماس على إسرائيل، هو مأساة قد تحدث مسار الأمة والمنطقة بأكملها. فالإسرائيليون يترنحون ويشعرون بالصدمة إزاء عَدَّدَ القتلى والجرحى، والمحتجزين رهائن، والعالم فى حداد معهم”.

وتابعت “كان الهجوم تذكيرا مأساويا ومؤلما بمدى ضعف إسرائيل دائما –وما زالت ايضا-، فى وقت تتزايد فيه معاداة السامية العالميه. وأطلق العديد مـن الإسرائيليين على هذا الهجوم اسم 11 سبتمبر إسرائيلي”.

ونبقى فى بلاد العم سام، حيـث خرج منسق السياسات الإستراتيجية فى مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي على مقابلة مع قناة “سي إن إن” باكيا ولا يستطيع الرد على سؤال طرحه المذيع، عَنْ “الصور التى عرضت خطف الأطفال والفتيات، التى لم يسبق لها مثيل فى المنطقة”.

وقال كيربي، “أعتذر، ما حصل أمر صعب، ومن الصعب مشاهده هذه المرئيات والصور، هؤلاء أناس لديهم عائلات وأقارب وأصدقاء وأخوة وأخوات”.

وبما ان ازدواجية المعايير ليس حكرا على السياسة والإعلام، يروي الصحفى الفلسطيني ابراهيم خضرا، مراسل مجموعه “بي إن سبورتس” الرياضية، ما حصل معه عندما كان يرتدي الكوفية الفلسطينية فى مواجهه أرسنال ومانشستر سيتي بالدوري الانجليزي الممتاز، الأحد الماضي.

وغرد على حسابه فى منصه “إكس” قائلا،”عشت بالأمس سياسة الكيل بمكيالين حرفيا لمجرد ارتداء الكوفية الفلسطينية التى لم ترُق لمراسل التلفزيون الإسرائيلي وإدارة البريميرليغ، ليطلبا مني إزالتها تجنبا لأي رسائل سياسية”.

وتابع “حضرت عيانا بيانا فى كل الملاعب إبان حرب روسيا على أوكرانيا، وكونك فلسطينيا لا يحق لك الدفـاع عَنْ نفسك، أو التعاطف مع ضحايا اعتداءات المحتل، حتـى وإن كان ذلك بشكل رمزي، وهذا فى بلد تدّعي الحرية”.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى