دراسة: 10 ساعات مـن الجلوس تكفي للإصابة بالخرف | طريقة حياة سام نيوز اخبار
منذ عقود، تربط الأبحاث بين الجلوس لفترات طويلة، وعدة مخاطر صحية تشمل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الكوليسترول الضار، وتراكم الدهون حول الخصر.
واعتبر باحثون حللوا 13 دراسة حول مدة الجلوس ومستويات النشاط، ان جميع أنواع الجلوس لفترات طويلة ضارة جدا، سواء كان على أريكة أو مقعد، امام شاشة أو مكتب، أو خلف عجلة قيادة، حيـث يحرق الجلوس سعرات أقل مما يحرقه الوقوف أو التحرك.
ووفقا لموقع “مايو كلينك”، أشار الباحثون الي ان “مـن يجلسون أكثر مـن 8 ساعات فى اليـوم دون القيام بأي نشاط بدني، هم عرضة لخطر الوفاة بسـبب الأمراض القلبية والسرطان، وخصوصا مع التقدم فى السن”، كَمَا أوصوا بأخذ مدة استراحة مـن الجلوس كل 30 دقيقة، والتحرك ولو لإحضار فنجان مـن القهوة.
ضرر كثير يطال الدماغ
ورغم ان سلبيات الإفراط فى الجلوس قد تكون معروفة لمعظم الناس، لكن تأثيره على صحة الدماغ لم يكن واضحا قبل صدور الدراسة التى أجراها علماء فى جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعات أخرى، ونُشرت فى 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، ووجدت ان “الأشخاص الذين يبقون جالسين لساعات طويلة فى العمل والمنزل، هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف مـن الأشخاص الذين يجلسون أقل”.
وأشار الباحثون الي ان الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة يمكن ان تكون قوية للغاية، وأنه حتـى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يواجهون مخاطر أكبر إذا جلسوا معظم اليـوم.
كَمَا أكدت النتائج امتداد عواقب الجلوس لتشمل التأثير على عقولنا وأجسامنا، لدرجة قد تجعل ممارسة الرياضة فى حد ذاتها غير كافية لحمايتنا.
وقال أندرو بودسون، أستاذ علم الأعصاب فى جامعة بوسطن، لصحيفة “واشنطن بوست” إن الدراسة التى حللت بيانات ما يقرب مـن 50 ألفا مـن البريطانيين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر، والذين لم يصابوا بالخرف عندما انضموا الي الدراسة، دعمت فكرة ان “قضاء المزيد مـن الوقت فى السلوكيات الخاملة يزيد مـن خطر الإصابة بالخرف”.
الخطر يبدأ مـن الجلوس 10 ساعات فأكثر
وأظهرت الدراسة ان الرجال والنساء الذين يجلسون لمدة تصل الي 10 ساعات يوميا، تعرضوا لزيادة خطر الإصابة بالخرف اثناء السنوات السبع التالية بنسبة 8%، مقارنة بمن جلسوا أقل مـن 10 ساعات”. كَمَا تضخمت المخاطر لتصل الي “الإصابة بالخرف بنسبة 63% لدى مـن أمضوا قرابة 12 ساعة جالسين.
وقال الدكتور دايفيد رايشلين، أستاذ العلوم البيولوجية فى جامعة جنوب كاليفورنيا “إن الجلوس فى المكتب طوال اليـوم، ثم فى السيارة، ثم امام التلفزيون، يحمل خطرا متزايدا للذاكرة، وقد يسبب التدهور المعرفي”.
وأوضح ان “تدفق الدم فى المخ يتأثر بالجلوس، مما يقلل مـن إمدادات الدماغ مـن الأكسجين والطاقة”، بالإضافة الي ما يُسببه تناول الوجبات الخفيفة أو غير الصحية اثناء الجلوس لساعات امام الشاشات “مـن أضرار لصحة الدماغ على المدى الطويل”.
ومن المثير للدهشة ان الباحثين لم يجدوا فائدة تذكر مـن التمارين الرياضية، إذا كان الأشخاص يمارسونها ثم يجلسون لمدة 10 ساعات أو أكثر، وقالوا “إن هؤلاء عرضة للإصابة بالخرف مثل الأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة كثيرا”.
حتـى الرياضة لن تُفيد
إذا كنت ممن يجدون راحتهم ومتعتهم فى قضاء عُطلة نهاية الاسبوع، أو مدة ما بعد العودة مـن العمل، جالسا امام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز، فقد تتعرض لخطر الإصابة بمجموعة متنوعة مـن المشكلات الصحية، حتـى مع المواظبة على الرياضة.
وظلت معظم الأبحاث العلمية تتناول ممارسة الرياضة بشكل منفصل عَنْ فترات الجلوس، على أساس ان “نصف ساعة مـن النشاط البدني يوميا، تكفي لتعزيز صحتنا ومعنوياتنا”، واستنادا الي توصيات منظمة الصحة العالميه والخبراء “بممارسة الرياضة بشكل معتدل أو المشي السريع، لمدة لا تقل عَنْ 30 دقيقة معظم أيام الاسبوع”.
غير ان دراسة شاملة أجريت فى فنلندا ونُشرت فى عَامٌ 2022، وشارك فيها أكثر مـن 3700 رجل وامرأة، عرضت “صعود نسبه السكر فى الدم والكوليسترول والدهون فى الجسم” لدى العديد ممن مارسوا الرياضة لمدة نصف ساعة، ثم جلسوا لمدة 10 أو 11 أو 12 ساعة يوميا.
وفي المقابل، لوحظ ان الذين نهضوا وتحركوا فى كثير مـن الأحيان، سواء عَنْ طريق المشي العادي، أو ممارسة المزيد مـن الرياضة، “كانوا أكثر صحة، مـن هواة الجلوس على الأريكة”.
وقال الدكتور وحيد فرحي، العالم بجامعة أولو الفنلندية والمُشرف على الدراسة، إن التمرين اليومي لمدة 30 دقيقة “قد لا يكون كافيا” للتخفيف مـن سلبيات الجلوس لفترات طويلة، وأضاف ان “النتائج تُخبرنا أننا إذا مارسنا الرياضة وجلسنا لفترات طويلة بقية اليـوم، فكأننا لم نمارس الرياضة على الإطلاق”.
الحل هو الجلوس أقل والتحرك أكثر
ولاحظ الباحثون تحسنا طفيفا بين الأشخاص الذين قطعوا وقت جلوسهم بفترات راحة، “إذا نهضوا وتجولوا، بشرط ألا تصل مدة جلوسهم الي 10 ساعات أو أكثر فى اليـوم، لأن المخاطر لن تتغير كثيرا فى هذه الحالة، ولأن المهم فى النهايه هو عَدَّدَ الساعات الإجمالية التى يقضيها الشخص على الكرسي معظم الأيام”.
وأشارت رايجا كوربيلاينن، أستاذة التمارين الصحية فى جامعة أولو الي ان “الدرس المستفاد” هو أننا -بالإضافة الي ممارسة الرياضة- نحتاج الي التحرك بشكل متكرر مـن اثناء القيام بالتنظيف، وصعود السلالم، والمشي فى الردهات، لأن كل حركة إضافية يمكن ان تكون مفيدة”.
أيضا، اقترح الدكتور ماثيو بومان، الأستاذ بجامعة أريزونا “وضع الأشياء بعيدا، للتشجيع على النهوض والتحرك. وقال الدكتور وحيد فرحي “المهم ان نحاول ان نتحرك أكثر، كلما أمكننا، ولو بالذهاب والنظر مـن النافذة مـن آن لآخر”.
كَمَا أوضح الدكتور دايفيد رايشلين ان تقليل الجلوس هو افضل طريقة لتقليل الإصابة بالخرف، ونصح مـن تتطلب وظيفته المزيد مـن العمل المكتبي واستخدام الكمبيوتر بالجلوس مدة أقل والتحرك أكثر.