طالبت بكسر حصار غزة.. مسيرة بحرية فى صيدا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي | سياسة سام نيوز اخبار
مراسلو الجزيرة نت
لبنان- تحت شعار “كسر الحصار عَنْ قطاع غزة”، تضامن مئات مـن صيادي الأسماك فى مدينة صيدا اللبنانية مع الجمهور الفلسطيني خاصة فى قطاع غزة فى وجه عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ودعما للمقاومة.
ونظم سكان صيدا مسيرة بحرية انطلقت مـن الميناء وجابت الشاطئ مرورا بالقلعة البحرية وصولا الي منطقه الزيرة ذهابا وإيابا، رفـع خلالها المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، وهتفوا تنديدا بالمجازر الإسرائيلية بدءا مـن قصف مستشفى المعمداني، مرورا بمدارس الأونروا، وصولا الي كنيسة الروم الأرثوذكس.
وأوضح نقيب صيادي الأسماك فى صيدا نزيه سنبل ان صيدا (عاصمة الجنوب) ترتبط بتوأمة مع غزة، لذلك فإن التضامن معها ليس غريبا، بل طبيعيا ان تتضامن اليـوم مع نفسها، وهي تعي معنى المقاومة والشهادة جيدا، إذ قدمت الشهداء العظماء فداء للبلاد وتحرير الأرض إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عَامٌ 1982.
وفي حديثه للجزيرة نت، أعلن سنبل ان “المسيرة البحرية هى رسالة تضامن مع غزة الحبيبة التى قدمت الغالي والنفيس تجاه أرض فلسطين العربية بعاصمتها القدس الشريف، مدينة الأمة العربية، مهد السيد المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام”، متسائلا “كيف للأمة العربية ان تتخلى عَنْ هذه المدينة الصامدة الصابرة”.
ودعا المتحدث ذاته الي حملة أوسع للتضامن وحراك شعبي مـن اجل نصرة غزة وشعبها ومقاومتها، قائلا “نتوجه الي كل الشعوب العربية وإلى كل الرؤساء ان يقفوا وقفة واحده تجاه الغطرسة الإسرائيلية التى تجري فى أرض فلسطين، ونتمنى مـن كل الشعوب العربية ان تحذو حذونا وتتحرك نصرة لغزة وشعبها ومقاومته، فقد انتهى زمن الصمت وإلى نصر قريب بإذن الله”.
صيدا مثل غزة
بدوره، اعلن الصياد حسن شعبان للجزيرة نت “لقد جئت للمشاركة فى المسيرة البحرية للتعبير عَنْ رفضي للجرائم الإسرائيلية بحق غزة وشعبها”، مضيفا “لم أعد قادرا على تحمل مشاهد المجازر والدماء، لقد بكت عيوني واحترق قلبي، وأريد ان أعبر عَنْ غضبي بأي طريقة لنصرتهم”.
كَمَا لم يستغرب الصياد ديب القرص هذه المسيرة البحرية ولا الوقفة التضامنية، وقال للجزيرة نت إن “غزة تشبه صيدا ببحرها وصياديها ومراكبها، ومن حق شعبها علينا ان ننصرهم بكل السبل المتاحة، أقلها بهذا النشاط الداعم لرفع الصوت نحو المجتمع الدولى للقيام بواجباته”.
مـن ناحيته، صب الصياد محمود رنو جام غضبه على الصمت الدولى، وقال للجزيرة نت -وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية- “بئس هؤلاء، سئمنا الصمت، أين منظمات حقوق الإنسان، أين جمعيات حماية الطفولة، أليس الذين يقتلون فى غزة بشر”، مضيفا ان “صيدا اليـوم ترفع الصوت عاليا مـن اجل وقف المجازر والجرائم الإسرائيلية، آن الوقت لنهاية سياسة الكيل بمكيالين”.
وقفة احتجاجية
وقبيل المسيرة البحرية، نظمت وقفة احتجاجية ســاهم فيها إضافة الي النقيب سنبل، النائب اللبناني عبد الرحمن البزري، ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين فى لبنان أبو علي كابولي، وممثلون عَنْ القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية.
وقال النائب البزري إن “هذه الوقفة أحد وجوه الدعـم التى تقدمها مدينة صيدا ومجتمعها المدني ومخيماتها الفلسطينية للقضية الفلسطينية، واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة وشعبها وعلى المجازر الإسرائيلية، والكل يعلم اهميه البحر بالنسبة لصيدا وغزة”.
وأضاف البزري “لذلك، هذه الوقفة لها قيمتها الرمزية والمعنوية، لأن صيدا مدينة بحرية لبنانية وتلتقي مع المدن البحرية الفلسطينية، وللتعبير عَنْ الشراكة فى النضال والدم والمسار والمصير، وأن هذه المدينة ستبقى عروبية وعاصمة للشتات الفلسطيني والجنوب المقاوم، وهي تشجب وتدين ما يحدث فى فلسطين مـن مجازر، وتدعو الجميع -خاصة العرب- الي وقفة أكثر حسما لنصرة فلسطين وقضيتها وشعبها”.
بدوره، اعلن ممثل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين فى لبنان غسان البقاعي إن هذه المسيرة تعبير حقيقي عَنْ التضامن، وهي رسالة تحمل آمال وتطلعات الجمهور الفلسطيني، ليس بنصرة غزة وفلسطين فقط، وإنما حلمهم وعيونهم شاخصة الي ان يبحروا ذات يـوم فى هذه المراكب الي فلسطين، عائدين الي ديارهم التى هجروا منها بعد تحريرها مـن الاحتلال الإسرائيلي.