بسـبب دعمه إسرائيل.. رشيدة طليب لبايدن: سنتذكر ذلك فى 2024 | سياسة سام نيوز اخبار
واشنطن- يقابل النواب التقدميون ضغوطا كبيرة دَاخِلٌ الكونغرس، بسـبب موقفهم مـن العدوان الإسرائيلي على غزة. ولا تكل اللوبيات المعروفة بعدائها للحق الفلسطيني والداعمة لإسرائيل مـن شن حملات تحريض عليهم وسـط محاولات دؤوبة لإخراجهم مـن مجلس النواب فى انتخابات نوفمبر/تشرين الثانى القادم، عَنْ طريق الدفع بمنافسين أقوياء يتم تمويلهم بسخاء مـن هذه اللوبيات.
وتأتي رشيدة طليب، النائبة ذات الأصول الفلسطينية، وتمثل الدائرة 12 بولاية ميشيغان، على رأس هؤلاء المستهدفين مـن اللوبيات المؤيدة لإسرائيل.
وتعرضت طليب، الفلسطينية الأميركية الوحيدة فى الكونغرس، لانتقادات منذ السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي، مـن الجمهوريين، ومن قبل كثير دَاخِلٌ حزبها الديمقراطي، بسـبب ما اعتبروه إدانة غير كافية لهجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المدنيين، بينما تؤكد طليب أنها “لا تدعم استهداف وقتل المدنيين، سواء فى إسرائيل أو فلسطين”.
طليب تتوعد
وتنتقد طليب دعـم الرئيس الأميركي جو بايدن غير المشروط لإسرائيل، وعبرت عَنْ استغرابها مـن رفضه عدم الدعوة الي وقف الاعلان النار، وإنقاذ المدنيين مـن سكان قطاع غزة.
وهددت طليب بعدم انتخاب بايدن عَامٌ 2024، وقالت “سيدي الرئيس، الجمهور الأميركي ليس معك فى هذا الامر، سنتذكر ذلك فى عَامٌ 2024”.
وأشارت طليب فى بيـان لها ان “الجمهور الأميركي لا يدعـم تمويل جرائم الحرب -مثل استخدام قنابل الفوسفور الأبيض- ويدعو الي وقف الاعلان النار.
وقالت طليب -فى بيانها- إن “تحقيق سلام عادل ودائم يتمتع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بحقوق وحريات متساوية، وحيث لا يعيش اى شخص فى خوف على سلامتهم، يتطلب إنهاء الحصار والاحتلال ونظام الفصل العنصري اللاإنساني”.
اشتداد الحملة امام طليب
بدأ بعض حلفاء النائبة رشيدة طليب الديمقراطيين فى التحدث علنا امام ما يرونه خروجا على النص المعادي لإسرائيل بعد ان نشرت شريط فيديـو يـوم الجمعة تتهم فيه بايدن بدعم “الإبادة الجماعية” بسـبب دعمه لإسرائيل فى عدوانها على غزة.
ومولت جماعة -الأغلبية الديمقراطية المؤيدة لإسرائيل “دي إم إف آي” (DMFI)- إعلانا تلفزيونيا بث فى المحطات المحليه فى ديترويت وضواحيها حيـث تقع دائرة النائبة رشيدة طليب، تعرضت طليب فيه لهجوم شديد، بسـبب دعواتها لوقف الاعلان النار، وانتقادها للحكومة الإسرائيلية.
وأشار الإعلان الي تصويـت رشيدة امام مشروع قانون لتجديد نظام الدفـاع الصاروخي الإسرائيلي “القبة الحديدية” عَامٌ 2021، وضد قرار بالوقوف مع إسرائيل وسـط الحرب الجارية.
ويجري التجديد لأعضاء مجلس النواب الأميركي عبر انتخابات تجرى كل عامين، ويفسح الفـوز فى الانتخابات التمهيدية الطريق امام طليب لخوضهما السباق الانتخابي التشريعي فى نوفمبر/تشرين الثانى القادم، فى مواجهه مرشحي الحزب الجمهوري للحفاظ على مقعدها فى مجلس النواب.
وقال مارك ميلمان، رئيس منظمة “دي إم إف آي” (DMFI) “الناخبون فى منطقه ديترويت يستحقون معرفة الحقائق حول مواقفها. ويُظهر إعلاننا بوضوح تجاهلها المتعمد لسلامة مواطني إسرائيل، أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة”.
بينما ذكر ديمتري ميلهورن، المستشار السياسي لرجل الأعمال الملياردير ريد هوفمان، أحد أكبر الممولين لحملات المرشحين الديمقراطيين الانتخابية، مع موقع جويش إنسايدر، ان “أحد الجوانب الهامة جدا لهذه اللحظة الرهيبة هو أنها تزيد على نحو متواضع مـن احتمال ان نتمكن مـن خسارة بعض مجموعه الكونغرس مـن هؤلاء”.
وأضاف ميلهورن “عادة لا تكون السياسة الخارجية قضية انتخابية عملية ما لم تخض القوات الأميركية حربا، لكن إسرائيل هى القصة الاخبارية الأولى فى العالم فى الوقت الحالي، وتظهر استطلاعات الرَّأْي أنها قضية بارزة بالنسبة الي غالبية كبيرة مـن الأميركيين”.
كَمَا تشير منظمة أيباك، أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي فى الولايات المتحدة، الي أنها مستعدة على نحو حصري لدعم حملات المرشحين المنافسين لطليب، وغيرها مـن النواب التقدميين.
وعلى الجانب الجمهوري، فشلت محاولة قادتها النائبة الجمهورية مارجوري تايلو جرين فى مجلس النواب لتبني قرار يوجه اللوم الي رشيدة طليب، بزعم ان مشاركة طليب فى المظاهرات الساعية الي وقف الاعلان النار فى غزة يرقى الي القيام “بالتمرد”.
ورفض المجلس المضي قدما فى قرار توجيه اللوم لطليب، وهي العقوبة التى تسبق الطرد مـن مجلس النواب، على خلفية الحق فى التعبير عَنْ الرَّأْي، وهو الحق الدستوري المذكور فى التعديل الدستوري الاول.
مـن النهر الي البحر!
تركز الحملة المعادية لرشيدة طليب على دعمها لشعار “مـن النهر الي البحر.. فلسطين ستتحرر”، وهو الشعار الذى يتكرر فى كل المظاهرات المؤيد للفلسطينيين حول العالم. واعتبر كثير مـن الديمقراطيين ان عبارة مـن النهر الي البحر، هى دعوة الي القضاء على دَوْلَةٌ إسرائيل، وإنكار لحق إسرائيل فى الوجود، ورفض حل الدولتين، كَمَا ترصد حياة اليهود للخطر.
وفي مقابلة مع مجموعه “سي إن إن”، حاول السيناتور التقدمي بيرني ساندر الدفـاع عَنْ رشيدة امام ضغوط مـن المذيعة دانا باش، وقال إن طليب “صديقة لي وعائلتها جاءت مـن فلسطين، وأعتقد أنها اهتزت، مثلنا جميعا، بشأن ما يحدث معهم الان. علينا ان نعالج تلك الأزمة الإنسانية”.
فى الوقت ذاته، دعت دانا نيسيل -المدعية العامة لولاية ميشيغان- طليب الي التراجع عَنْ منشور وسائل التواصل الاجتماعي “القاسي والبغيض” كَمَا وصفته.
كَمَا طلبت إليسا سلوتكين، النائبة اليهودية الوحيدة مـن ولاية ميشيغان فى مجلس النواب، والحليفة لطليب، ان تبحث تراجع لغتها وعباراتها، وألا تستخدم “اللغة التى تشعل الوضع المتوتر، وتجعل مـن الصعب على مجتمعاتنا إيجاد أرضية مشتركة”.
ودافعت طليب عَنْ ترويجها لشعار “مـن النهر الي البحر، فلسطين ستتحرر”، ووصفت الشعار بأنه “دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت أو الدمار أو الكراهية”.