الاخبار العربية والعالمية

هل يقف “المهدر” نونيز حجر عثرة امام فـوز ليفربول بالدوري الانجليزي؟ | رياضة سام نيوز اخبار

بينما كان ليفربول يكافح الانتصار على لوتون تاون الأحد الماضي بالجولة الـ11 مـن الدورى الانجليزي الممتاز لكرة القـدم، مرر ترينت ألكسندر أرنولد كرة عرضية متقنة لمحمد صلاح الذى مررها برأسه الي داروين نونيز المواجه لمرمى خال تماما، لكنه بدلا مـن وضعها فى الشباك أطاح بها بغرابة بعيدا عَنْ المرمى الفارغ.

شد صلاح شعره غير مصدق، اما يورغان كلوب فأخذ يصرخ غضبا مـن إهدار الفرصة السهلة، بينما اعلن أسطورة ليفربول جيمي كاراغر المعلق فى سكاي سبورتس: “لا اعتقد ان الناس سوف ينسون ذلك”.

ولم ينس الناس فعلا فقد انهالت الانتقادات اللاذعة على نونيز فى شبكات التواصل الاجتماعي بشكل لم يسبق له مثيل، ونادى العديد منهم ببيع اللاعب والتخلص منه، حسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية فى تقرير لها بعد المباراه.

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يهدر فيها نونيز الفرص السهلة، فقد تكرر هذا المشهد مرارا وتكرارا طول هذا العام والذي سبقه.

فى العام الماضي 2022-2023 لعب نونيز 19 مباراة كأساسي بالإضافة الي 10 مباريات كبديل، وسدد 35 تسديدة على المرمى مـن إجمالي 69 تسديدة، وسجل 9 اهداف لا غير. اما فى هذا العام 2023-2024  فسجل 4 اهداف فقط حتـى الان بعد 11 مرحلة مـن البريميرليغ، ويكفي ان نعلم ان نونيز حصل على 6 فرص حقيقية للتسجيل فى مباراة الريدز الاخيره امام لوتن تاون، ولكنه أهدرها جميعا بغرابة.

بين نونيز وهالاند

فى الحقيقة، لو سجل داروين نونيز الفرص التى تسنح له لفاز ليفربول بالدوري، ولأصبح هداف الدورى الانجليزي الممتاز، أو على أقل تقدير منافسا شرسا لإيرلينغ هالاند مهاجـم مانشستر سيتي على الصدارة. فبينما تفوق “آلة التهديف النرويجية” فى موسمه الاول فى كرة القـدم الإنجليزية مسجلا 36 هدفا فى الدورى ليحصد جَائِزَةٌ الحذاء الذهبي ولقب هداف الدورى الانجليزي مع “السيتيزنز”، لم يسجل نونيز سوى 9 اهداف فقط مـن الكم الهائل مـن الفرص التى حصل عليها طوال ذلك العام.

هالاند يحصد الْجَوَائِزُ الفردية والجماعية منذ انضمامه الي مانشستر سيتي (غيتي)

ونونيز على عكس هالاند، يفتقر للمسة النهائيه حيـث اكتسب سمعة باعتباره “مُهدرًا” وليس “مُنهيًا”، ولكن إذا أخرجت اللمسة النهائيه غير المتقنة مـن المعادلة، فليس هناك المزيد مـن الفروقات بين هداف بنفيكا السابق وهالاند. ليس فقط فى بنيتهم الجسدية المتشابهة، ولكن فى طريقة لعبهم، وتعطشهم للنجاح، بل إن نونيز يتميز عَنْ لاعـب مانشستر سيتي فى أنه أكثر تنوعا وأكثر نشاطا فهو لا يكتفي بدور المهاجم الصريح امام الخشبات الثلاث، ولكنه يستطيع اللعب على الجناح، وفي عمق الْمَلْعَبُ.

كَمَا يمكن للاعب الأوروغواياني اللعب فى اى مكان على طول الخط الأمامي، مما يوفر قيمة إضافية للفريق. ولكن كل هذا يريد لترجمته الي اهداف وهذا ما يفتقره اللاعب، وهذا أيضا هو المقياس الوحيد الصحيح لقيمة اى مهاجـم وهو الامر الذى يطرح سؤالا حقيقيا:

هل يستحق نونيز مَبْلَغٌ الـ85 مليون جنيه إسترليني (نحو 98 مليون يورو) التى دُفعت مـن أجله؟

بصرف النظر عَنْ اللمحات النادرة التى يظهرها فى بعض المباريات وسرعته وخفة حركته وضغطه المتواصل، إلا ان مهاجـم منتخـب أوروغواي الدولى فشل فى تحقيق هـدف واحد مـن الأهداف التى جعلت ليفربول ينفق هذا المبلغ الضخم للتعاقد معه مـن فريق بنفيكا البرتغالي الصيف الماضي مما يلقي بظلال مـن الشك على قدرته على ملء حذاء روبرتو فيرمينو أو ساديو ماني على المدى الطويل.

دعونا لا ننسى ان ليفربول أنفق 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 35 مليون يورو) أكثر مـن مانشستر سيتي للحصول على مهاجـم جديد فى عَامٌ 2022، وانظروا الي النتيجة الان؟ لدى “السيتيزن” هداف الدورى ولدى “الريدز” مُهدر الأهداف التى لا تُهدر!.

والغريب فى الامر ان سجل نونيز مع ناديه السابق بنفيكا البرتغالي حافل بالنجاح والإنجازات، فقد أَحِرْزٌ لقب هداف الدورى البرتغالي فى موسـم 2021-2022 برصيـد 26 هدفا، كَمَا سجل 6 اهداف لبنفيكا فى دورى أبطال أوروبا، منها هدفان فى مرمى ليفربول فى دور الثمانية فى ذلك العام، كَمَا سجل هدفين آخرين فى مسابقه الكأس ليبلغ رصيده 34 هدفا فى 41 مباراة مع ناديه البرتغالي فى جميع المسابقات فى ذلك العام، وهذه الأرقام هى التى دفعت ليفربول للتعاقد معه، ليحل محل روبرتو فيرمنيو الذى غادر الريدز بعد مسيرة حافلة بالنجاح.

ولعل هذا الامر يطرح سؤالا آخر حول صفقات ليفربول الاخيره وهل سجلت إضافة حقيقية أم عبئا آخر على كاهل النادي؟

أنفق ليفربول 172 مليون يورو لضم لاعبين جدد هذا العام، فقد اشترى اللاعب دومينيك سوبوسلاي مـن فريق لايبزيغ الألماني مقابل 70 مليون يورو، وماك أليستر مـن فريق برايتون الانجليزي مقابل 42 مليون يورو، وريان غرافينبيرش بـ40 مليون يورو مـن فريق بايرن ميونيخ الألماني، وواتارو إندو مـن فريق شتوتغارت الألماني بـ20 مليون يورو، مما يشير الي ان كلوب مغرم بالتعاقد مع لاعبين مـن أندية ألمانية.

نتائـج النادي فى الدورى هذا العام ربما ترصد الإجابة على السؤال السابق، حيـث يأتي النادي المركـز الثالث حاليا فى الدورى الانجليزي الممتاز بعد مضي 11 مرحلة متخلفا عَنْ فريق مانشستر سيتي بـ3 نقاط، وقد ترصد النادي لخسارة وحيدة امام توتنهام، ولكنه ضيع العديد مـن النقاط فى التعادل مع أندية تعتـبر نظريا أقل منه فى المستوى، مثل تعادله الأخير مع لوتون تاون الذى يقبع فى المركـز السابع عشر فى ترتيـب الدورى والمهدد بالهبوط.

وهذا يضع أسئلة حقيقية حول قدرة النادي على الفـوز بالدوري هذا العام بالذات فى اثناء الإهدار الغريب للفرص جاء الى مهاجميه خصوصا نونيز، وكذلك فى اثناء وجود منافسين شرسين مثل توتنهام وأرسنال، وبكل تأكيد متصدر الدورى وحامل البطولة مانشستر سيتي.

دومينيك سوبوسلاي انضم الي ليفربول مـن لايبزيغ الألماني مقابل 70 مليون يورو (غيتي)

وهذا يقودنا لسؤال جوهري، هل يقف نونيز حجر عثرة امام فـوز ليفربول بالدوري الانجليزي؟

تشي الأرقام والإحصائيات السابقة للمهاجم ان الإجابة هى نعم، لأن 4 اهداف اثناء 11 مباراة ليست كافية على الإطلاق، مـن لاعـب تم دفع 85 مليون جنيه إسترليني ثمنا باهظا له، وبالذات عند مقارنتها بـ11 هدفا سجلها هالاند اثناء نفس الفتره لسيتي، فالأهداف هى التى تقرر مقدار نجاح اى مهاجـم مـن عدمه، كَمَا ان النادي الذى يُهدر الفرص يُهدر النقاط ايضا، والفريق الذى لا يُسجل، يسجل عليه فى نهاية المطاف.

ويبدو جليا ان ليفربول يريد لمهاجم مـن نوع آخر ليسد غياب روبرتو فيرمينو وساديو ماني اللذين يبدو ان غيابهما أثر بشكل ملحوظ على نتائـج النادي، واللذين لم يستطع اى لاعـب مـن الجدد الذين تعاقد معهم ليفربول ان يسد الفجوة التى تركها غيابهما.

LIVERPOOL, ENGLAND - MARCH 07: Sadio Mane of Liverpool celebrates with Mohamed Salah and Roberto Firmino after scoring his team's second goal during the Premier League match between Liverpool FC and AFC Bournemouth at Anfield on March 07, 2020 in Liverpool, United Kingdom. (Photo by Jan Kruger/Getty Images)
فيرمينو وساديو ماني شكلا مع صلاح ثلاثيا جلب العديد مـن الالقاب للريدز (غيتي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى