توصل علماء مـن بريطانيا وأستراليا الي ان مجرد الوقوف أو النوم افضل لصحة قلبك مـن الجلوس.
وأجرى الدراسة باحثون مـن كلية لندن الجامعية وجامعة سيدني، ونشرت فى مجـلة القلب الأوروبية.
ووجد الباحثون ان استبدال الجلوس ببضع دقائق فقط مـن التمارين المعتدلة يوميا يمكن ان يحسن صحة القلب، وحتى الأنشطة الخفيفة مثل الوقوف أو النوم كانـت افضل مـن الجلوس خاملا.
وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات فى جميع ارجاء العالم. وقد ارتفع العبء العالمي لهذه الأمراض على مدى العقود الثلاثة الماضية، مع زيادة الوفيات السنوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مـن 12.1 مليونا الي 18.6 مليونا، بينما تضاعفت الوفيات المرتبطة بالسكري (الذى يزيد خطر أمراض القلب أيضا) الي 1.25 مليون.
وقال الباحثون -فى دراستهم المنشورة- إنه مما يثير القلق ان مـن المتوقع ان تستمر هذه الاتجاهات فى الارتفاع. بالمقابل فإن المشاركة بالسلوكيات الصحية، مثل النشاط البدني، وتقليل الخمول والحصول على نوعية وكمية كافية مـن النوم يمكن ان يساعد فى الوقاية مـن أمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك لا يتم استغلالها بالقدر الكافي الي حد كثير.
وقام الباحثون بتحليل بيانات مـن 6 دراسات أجريت على أكثر مـن 15 ألف مشارك مـن 5 دول. ارتدى المشاركون جهازا على أفخاذهم لقياس النشاط طوال اليـوم.
وقام الباحثون بمقارنة تأثيرات الأنشطة التالية على الجسم، وهي:
- النوم
- الوقوف
- النشاط البدني الخفيف
- النشاط البدني المعتدل الي القوي
- الجلوس خاملا
ووجد الباحثون ان النشاط البدني القوي هو الأفضل للقلب، يليه المعتدل، ثم الوقوف. واللافت ان النوم كان افضل مـن الجلوس خاملا لصحة القلب.
وتوصل الباحثون الي ان ممارسة النشاط البدني المكثف -لمدة 4 دقائق فقط يوميا- يمكن ان تساعد فى تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان
وأعقب ذلك نشاط خفيف الشدة ثم الوقوف والنوم مقارنة بالجلوس. ومع ذلك، كلما انخفضت شدة النشاط استغرق وقتا أطول للحصول على فائدة.
وقال الباحث الدكتور جو بلودجيت، المؤلف الاول للدراسة وزميل باحث بمعهد الرياضة بجامعة كوليدج لندن -فى تصريح ليورونيوز- إن افضل نشاط يمكن القيام به لقلبك هو النشاط المعتدل الي القوي، يليه 3 مـن الأنشطة اليومية الشائعة: النشاط البدني الخفيف، الوقوف والنوم، اما الجلوس خاملا فهو الأكثر ضررا.
لماذا النوم افضل مـن الجلوس خاملا؟
وأفاد بلودجيت بضرورة تناول الوجبات الخفيفة اثناء مشاهده التلفزيون تجنبا للتأثير السلبى للجلوس الذى يسبب السمنة.
وهذا يعني ان الجلوس خاملا عادة يكون مصحوبا بأنشطة غير صحية، مثل تناول الأطعمة عاليه السعرات الحرارية، التدخين، تناول المشروبات السكرية. فى المقابل لا يقوم الشخص اثناء النوم بأي مـن هذه السلوكيات.
كَمَا ان النوم مفيد لصحة القلب، وقلة النوم مشكلة كبيرة تواجه الكثيرين. لذلك حصول الشخص على قسط واف مـن النوم ينعكس إيجابيا على صحة القلب لديه.
مع ذلك، يؤكد الباحثون ان افضل سلوك هو النشاط البدني القوي. إذ وجدوا ان استبدال 30 دقيقة مـن الجلوس أو الوقوف أو النوم أو النشاط البدني الخفيف بنشاط بدني متوسط الي قوي أدى الي هبوط فى مؤشر كتلة الجسم.
الجلوس والسمنة
وارتبطت نسبه أكبر مـن الوقت الذى يقضيه الشخص فى الجلوس بارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
ومؤشر كتلة الجسم هو رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، وهو مؤشر موثوق به فى معظم الحالات لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص.
ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي” (BMI) -ويعرف أيضا باسم معامل كتلة الجسم- عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فمثلا إذا كان طول الشخص 170 سنتيمترا ووزنه 75 كيلوغراما، فيتم تحويل الطول الي وحدة المتر فيصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه: 75/ 2(1.7) وتكون النتيجة 25.95.
وإذا كان مؤشر كتلة الجسم 25 فإن الشخص يعاني مـن زيادة فى الوزن، اما إذا كان 30 فأكثر فالشخص مصاب بالبدانة.
وقال بلودجيت “تسلط دراستنا الضوء على ان استبدال السلوك المستقر (الجلوس الخامل) بأي سلوك آخر يمكن ان يكون مفيدا”.
وأضاف ان الأنشطة عاليه القوة -مثل الجري أو ركوب الدراجات- هى الأمثل، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا، فلا يزال مـن الممكن تحقيق الفوائد عند استبدال السلوك الخامل بأنشطة أخف مثل المشي أو الحركة أو الوقوف أو حتـى النوم مبكرا.
وتوصي منظمة الصحة العالميه بممارسة ما لا يقل عَنْ 150 دقيقة أسبوعيا مـن النشاط المعتدل الشدة، أو 75 دقيقة على الأقل أسبوعيا مـن النشاط عالي الشدة.