أولمرت: على إسرائيل ان تستعين بقوات مـن الناتو لما بعد حرب غزة | سياسة سام نيوز اخبار
طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت رؤيته لمرحلة ما بعد الحرب فى قطاع غزة، وشن هجوما عنيفا على الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو واصفا وزراءها بأنهم “عصابة مـن البلطجية”.
وكتب أولمرت -فى مقال نشرته صحيفة هآرتس- ان نتنياهو وحكومته “المتعطشة للدماء” لا تملك إجابة عَنْ السؤال الذى يطرحه حلفاء إسرائيل حول ماذا بعد الحرب؟
وقال إنه إذا ما استؤنفت الحرب بعد انقضاء اتفاق وقف الاعلان النار المؤقت، فإنها قد تستغرق وقتا أطول مما تطيقه الدول الغربية وقادتها مـن أمثال الرئيس الأميركي جو بايدن الذى يصفه أولمرت بأنه “صديق حقيقي” لإسرائيل.
وشرح أولمرت خطته لما بعد الحرب معتبرها الخطوات “المناسبة” التى ينبغي تبنيها بعد انتهاء الحملة العسكرية على غزة. وتستند خطته الي ضرورة انسحاب إسرائيل مـن قطاع غزة، إذ إنها لا تستطيع البقاء فيها “ولا ينبغي لها”.
قوة تدخل دولية
وعلى إسرائيل فى الوقت ذاته -الي جانب اتخاذ خطوات عسكرية- ان تتوصل الي اتفاق مع الولايات المتحدة وأصدقائها الآخرين ينص على إرسال “قوة تدخل دولية” الي غزة، وتعتمد على جنود مـن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتحل محل الجيش الإسرائيلي، وفق مقترح أولمرت.
ويشدد أولمرت على أنه لا مجال لأي جيش على صلة بالسلطة الفلسطينية ان يدخل غزة بمساعدة مـن الجيش الإسرائيلي أو مـن يقوم مقامه. وزعم أنه ما مـن قوات فلسطينية أو مـن اى دَوْلَةٌ عربية ستوافق على دخول غزة بعد رحيل جيش إسرائيل منها.
وأضاف أنه إذا لم تدعم الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرون بقاء إسرائيل فى غزة “فلا مناص مـن إرسال قوة تدخل عسكرية مـن دول الناتو برعاية مجلس الأمن الأممي”.
وتابع ان مـن شأن ذلك ان يعيد تأهيل الإدارة المدنية والآليات الحكومية فى قطاع غزة لمدة عَامٌ ونصف العام “كَمَا فعلنا فى نهاية حرب لبنان الثانية عَامٌ 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن 1701…”.
وبعد ان يفرغ المجتمع الدولى فى غضون نحو عَامٌ -حسب خطة أولمرت- مـن تهيئة البنية التحتية لنظام حكومي جديد فى غزة، ويشرع فى إعادة إعمار مناطق المدينة التى طالها الدمار، تُستبدل قوة التدخل الدولية بـ”آليات أمن” مـن السلطة الفلسطينية.
عصابة مـن البلطجية
ويمضي أولمرت فى شرح خطته قائلا إن على إسرائيل ان تقترح “أفقاً دبلوماسيا” لوضع حد للحرب فى غزة، مضيفا ان “علينا ان نعلن فور انتهاء الحملة العسكرية ان إسرائيل ستشرع فى إجراء محادثات مع السلطة الفلسطينية حول حل يعتمد على دولتين لشعبين”.
واعتبر ان هذا هو الأفق الدبلوماسي الوحيد الذى يمكن ان يتيح فرصة “للاستقرار والتعاون بين إسرائيل والفلسطينيين، ولتعاون اقتصادي دبلوماسي وعسكري بينها وبين الدول العربية المعتدلة، بزعامة مصر والأردن والإمارات والبحرين -التى تربطها مع إسرائيل علاقات دبلوماسية- ثم لاحقا مع السعوديه أيضا”.
ولا يساور أولمرت -كَمَا يقول- شك فى ان حكومة نتنياهو غير راغبة ولا قادرة على اتخاذ مثل هذه الخطوة الجريئة، لأنها حكومة تهيمن عليها “عصابة مـن البلطجية مـن أمثال وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وشركائه مـن حزب الليكود الذين يريدونها حربا شاملة”.
وخلص الي أنه كلما ارتفعت الفوضى كانـت الحملة العسكرية أكثر تعقيدا، وزادت الفرص -كَمَا يعتقد هؤلاء- لطرد عَدَّدَ كثير مـن السكان الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وضم أراضيهم.
وختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مقاله بالقول إنه لا خيار سوى الإطاحة بحكومة نتنياهو، وإنه يجب ان تبدأ الخطوة الأولى على الفور بعد انتهاء الحملة العسكرية فى غزة “وربما قبل ذلك”.