رغم الألم والدمار.. مظاهر الصمود والتحدي فى غزة لا تتوقف | منوعات سام نيوز اخبار
رغم مشاهد الألم والدمار القادمة مـن قطاع غزة صباح مساءا بسـبب الجرائم التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 69 يوما، فإن مظاهر الصمود والتحدي التى يحياها أهالي قطاع غزة لا تتوقف.
ففي مقطع فيديـو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، يظهر عَدَّدَ مـن شباب وأطفال القطاع وهم يتراصون كفرقة موسيقية فوق ركام أحد المنازل المهدمة، ليسألهم قائد الفرقة “هل أنتم جاهزون؟” فيردون “نعم جاهزون”.
بعدها يبدأ المنشد قائد الفرقة فى ترديد الأغنية “بلدي يا بلدي” وهم يرددون خلفه بصوت مرتفع “غزة يا غزة”، ليقول “أرض المجد وأرض العزة” ليرددوا جميعا فى صوت واحد “غزة يا غزة”.
وأظهر مقطع فيديـو وثقه الصحفى الفلسطيني محمد سلامة، ونشره عبر حسابه على إنستغرام، حلاقا وهو يغني للمقاومة فى غزة اثناء حلاقته شعر زبائنه.
وأخذ الحلاق يردد بعضا مـن أغنية مقاوم للفنان جوليا بطرس “عاب مجدك” والتي يقول فيها:
عابَ مجدَكَ بالمذلّة والهزائم
حينما هبّ الجنوبُ لكي يقاوم
إنّ تاريخ الإباء غير نائم
يكتبُ عَنْ أرضنا أرض الملاحِم
كَمَا وثق المصور مصطفى صرصور جلسة ودية جمعت عدة فلسطينيين فى غزة على قهوة مصنوعة على نيران الحطب نتيجه نقص إمدادات الغاز بسـبب الحصار المفروض على القطاع.
ويظهر فى المشهد مجموعه مـن الشباب وهم يجلسون بشكل ودي ويتبادلون الأحاديث الطريفة، منهم طبيب ومحام ومصور وناشط، وقد اجتمعوا حول نار يصنعون عليها القهوة.
وكتب المصور فى النص المرفق بالفيديـو “نتجمع ولو لخمس دقائق حتـى نستطيع ان نظل ثابتين، تأتي أيام لا ننام، ولا نأكل لأيام، ولكن يجب ان نبقى على رأس عملنا، وسنبقى دائما بإذن الله رافعي الرأس مهما حصل، وعلى رأس عملنا أولا بأول”.
وفي لحظة صمود وتحد وإصرار على استكمال مشوراها فى التعليم والدراسة، نشر صحفي فلسطيني يـوم الثلاثاء مقطع فيديـو لطفلة تبحث عَنْ كتبها بين ركام منزلها المدمر فى رفح جنوبي قطاع غزة إثر قصفه جاء الى الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت الطفلة الفلسطينية لمى جاموس، التى تُعرف نفسها بأنها أصغر “صحفية”، فيديـو يظهر لبسها الخوذة والسترات الواقية للصحفيين، مؤكدة استعدادها للقيام بالتغطية الصحفية لأوضاع الحرب فى غزة.
وتشارك الطفلة لمى العديد مـن الْمُشَاهِدِينَ على حسابها بإنستغرام، والذي تجاوز أكثر مـن 120 ألف متابع، وسـط تفاعل وتشجيع واسع لها جاء الى المتابعين.
ونشرت مواطنة فلسطينية تدعى “هبة الجزار” فيديـو يـوم الثلاثاء، عبر منصه إنستغرام، تشرح فيه تحضير القهوة فى غزة اثناء الحرب ودون استعمال غاز الطبخ.
وعلقت هبة الجزار على الفيـديو قائلة “قهوة الصباح الروتين الاساسى والصباحي لأهل غزة، احنا أهل مزاج وما بنقدر نعدي اليـوم بدون قهوة.. آخر غاز كنا محتفظين فيه للقهوة خلص اليـوم! والفحم طبعا مشغول للخبز وتسخين المية، ما نشرب قهوة يعني؟! أبدًا ما يصير وجدنا الحل”.
وأوضحت الجزار خطوات إعداد القهوة، وبدأت بوضع الكحول على قطعة مـن القطن الطبي، وأشعلت النار باستعمال الولاعة، ووضعت فوقها رف موقد معدني ثم غلاية القهوة.
وعندما حضّرت القهوة سكبتها فى الفنجان، وقالت “لا حيرة مع اليأس ولا يأس مع الحيرة.. الحمد لله.. صباح الخير يا غزة”.
وفي اثناء شح المياه والمواد الأساسية، وثق مصور فلسطيني الأربعاء مشاهد لفلسطيني يتوضأ بمياه الأمطار فى أحد مراكز إيواء النازحين جنوب قطاع غزة، قائلا “أتوضأ بمياه المطر وأشرب منها أيضا. الحمد لله على كل حال. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
كَمَا نشر مصور محلي مشاهد لنساء فلسطينيات يستخدمن ماء البحر لغسيل الملابس بسـبب نقص المياه فى قطاع غزة.
ورغم حملة الإبادة الجماعية التى يواصلها الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه المتواصل على القطاع منذ 69 يوما، فإن الكاتب إيشان ثارور اعلن فى تقريره بصحيفة “واشنطن بوست” إن “العديد مـن سكان غزة يفضلون الموت فى أرضهم بدلا مـن العيش فى المنفى الي اجل غير مسمى، وهو المصير الذى حل بأجيال مـن الفلسطينيين فى أماكن أخرى”.
وقالت بث جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي إن 75% مـن سكان مخيم جباليا لم ينزحوا الي الجنوب، مما يعقّد الهجوم الذى يشنه جيش الاحتلال بريا وجويا، حيـث تعد منطقه شمالي القطاع مـن الأراضي المكتظة بالسكان بشكل كثير قياسا بمساحتها الضيقة.