أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

تفشي الجراد والتغير المناخي.. علاقة مضطردة يؤكدها العلم | علوم سام نيوز اخبار

فى الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت مصر وصول أسراب الجراد الصحراوي الي محافظة البحر الأحمر بعد تعثر مواجهتها فى السودان جراء الحرب المستعرة.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة “فاو” التابعة للأمم المتحدة على تجنب تكرار ما حدث فى شرق أفريقيا بين عامي 2019 و2020، عندما اجتاحت أسراب الجراد الصحراوي مئات الآلاف مـن الأفدنة الزراعية وألحقت أضرارا جسيمة بالمحاصيل، فى أسوأ حادث على الإطلاق.

لذلك، فإن التنبؤ بمخاطر الجراد الصحراوي وتأثير التغيرات المناخية على أنماطه، أمر بالغ الأهمية، لتصميم إستراتيجيات وآليات فعالة لمكافحته.

الجراد يغزوا مزارع القمح
الجراد يغزو مزارع القمح (شترستوك)

الجراد والمناخ.. اضطراد مقلق

وقد نشرت دورية “ساينس أدفانسز”  فى 14 فبراير/شباط الحالي دراسة وجدت ان ثمة صلة قوية تربط بين حجم تفشي الجراد الصحراوي وظروف الطقس، مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار ورطوبة التربة وقوة الرياح، وكان لظاهرة النينو (وهي ظاهرة مناخية طبيعية) دور فى تفشي الجراد الصحراوي بشكل أكبر وأسوأ.

ويعد الجراد الأصفر الصحراوي أكثر الآفات المهاجرة تدميرا فى العالم، فموطنه شمال وشرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، وينتقل فى أسراب مليونية، وقد يضم سرب واحد يبلغ طوله كيلومترا مربعا نحو 80 مليون جرادة.

وتشكل أسراب الجراد تهديدا كبيرا للأمن الغذائي وسبل العيش فى المناطق الريفية، إذ تقطع الأسراب مسافات طويلة وتدمر المحاصيل فى طريقها، ويمكن للسرب ان يستهلك محاصيل غذائية تكفي لإطعام 35 ألف شخص فى يـوم واحد فقط.

يقول الباحث الاول فى الدراسة والأستاذ المساعد فى جامعة سنغافورة الوطنيه “شياو قانغ هى” فى البيان الصحفى للدراسة: “إن الظواهر الجوية المتطرفة المتكررة والشديدة بسـبب تحدث المناخ يمكن ان تزيد مـن عدم القدرة على التنبؤ بتفشي الجراد الصحراوي”.

رجح الباحثون أن الجراد الصحراوي قد يغزو المناطق القاحلة التي تهطل عليها أمطارا غزيرة بغتة
الباحثون رجحوا ان الجراد الصحراوي قد يغزو المناطق القاحلة التى تهطل عليها أمطار غزيرة بغتة (شترستوك)

الجراد يغزو مناطق جديدة

ولتقييم مخاطر تفشي الجراد الصحراوي فى أفريقيا والشرق الأوسط وارتباط ذلك بتغير المناخ، حلل العلماء حوادث تفشيه فى الفتره مـن 1985 الي 2020 باستخدام بيانات مركز الجراد التابع لمنظمة الأغذية والزراعة “فاو”.

واكتشف الباحثون ان موائل الجراد توسعت منذ عَامٌ 1985، ووجدوا ان 10 دول -بما فى ذلك كينيا والمغرب والنيجر واليمن وباكستان- شهدت غالبية تفشي الجراد بين 48 دَوْلَةٌ متأثرة.

وتلعب الأمطار دورا بارزا فى حياة الجراد، إذ تعزز نمو الغطاء النباتي، كَمَا تجددت رطوبة التربة، ومن ثم سمحت للبيض باستكمال نموه.

ورجح الباحثون ان الجراد الصحراوي قد يغزو المناطق القاحلة التى تهطل عليها أمطار غزيرة بغتة، فعلى سبيل المثال فى عَامٌ 2019، وعقب وقوع أعاصير أدت لظهور بحيرات، تكاثر الجراد فى صحراء الربع الخالي فى جنوب شبه الجزيرة العربية، وأصبحت نقطه ساخنة لتفشيه بالرغم مـن أنها لم تكن وجهة لهجرته فى السابق.

وتتوقع الدراسة ان موائل الجراد ستتوسع بنسبة 5٪ على الأقل بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، خصوصا فى غرب الهند وغرب آسيا الوسطى.

الفشل في معالجة هذه المخاطر يمكن أن يزيد من الضغط على أنظمة إنتاج الغذاء ويؤدي إلى تفاقم حدة انعدام الأمن الغذائي العالمي
الفشل فى معالجة مخاطر الجراد الصحراوي يمكن ان يزيد مـن الضغط على أنظمة إنتاج الغذاء ويؤدي الي تفاقم حدة انعدام الأمن الغذائي العالمي (شترستوك)

خسائر كبيرة

تتسبب أسراب الجراد فى خسائر اقتصادية كبيرة. ووفقاً لإحصائيات البنك الدولى، فإن خسائر المحاصيل الناجمة عَنْ تفشي أسراب الجراد فى غرب أفريقيا فى الفتره مـن 2003 الي 2005 تقدر بنحو 2.5 مليار دولار أميركي.

وفي 21 مايو/أيار 2020، وافق البنك الدولى على برنامـج بتكلفة 500 مليون دولار لمساعدة بلدان منطقتي أفريقيا والشرق الأوسط على محاربة أسراب الجراد التى هددت الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للملايين مـن السكان بعد اجتياح أسراب الجراد 23 بلدا، ويعد هذا الهجوم أكبر انتشار واجهته بعض البلدان فى 70 عاما.

وقال شياو قانغ هى: “إن البلدان المتضررة مـن تفشي الجراد الصحراوي تواجه بالفعل ظروفا مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة، والتصاعد المحتمل لمخاطر الجراد فى هذه المناطق يمكن ان يؤدي الي تفاقم التحديات القائمة”.

وأضاف “ان الفشل فى معالجة هذه المخاطر يمكن ان يزيد مـن الضغط على أنظمة إنتاج الغذاء ويؤدي الي تفاقم حدة انعدام الأمن الغذائي العالمي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى