أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

هل أوزمبيك مضاد لرغبات أخرى وليس فقط الأكل؟ وكيف يخفض ضجيج الطعام؟ | صحة سام نيوز اخبار

يعمل “أوزمبيك” (Ozempic) على مقاومة الرغبة فى تناول الطعام، وهو يخفف “الضجيج الداخلي” الذى نسمعه فى رؤوسنا ويستحثنا على الأكل رغم عدم وجود الجوع. ولكن هذا التأثير قد يشمل أمورا أخرى غير الطعام.

وتعد الرغبة -فى الطعام أو اى شيء آخر- أمرا يعطينا الحافزية ويمكن ان يجلب الإثارة والفرح، وحتى يعطي للحياة هدفا. ولكن الرغبة الشديدة هى بذرة للإدمان، وعادات الأكل غير الصحية، وهنا يطرح تساؤل عما إذا كان عقار أوزمبيك فعالا فى السيطرة على الرغبات التى تحرك عادات مضرة أخرى مثل المخدرات والخمر والتدخين.

الرغبة غير المسيطر عليها تقود للإفراط فى الطعام، ولإدمان المخدرات، وفقا لباحثين. الحل الذى استعصى على الباحثين لفترة طويلة هو خدعة لمساعدة الناس على إعادة التوازن. إنها خدعة تقلل مـن مستوى الرغبة بدرجة كافية لتكون فعالة، ولكن ليس كثيرا، وتحافظ على حافزنا، وهو علاج يمكن ان يصلح لمجموعة واسعة مـن المشكلات، منها اضطرابات تعاطي المخدرات والإفراط فى تناول الطعام، وذلك وفقا لمقال للكاتب بريان ريسنيك فى “موقع فوكس” (Vox).

تتوجه الأنظار الي عقار أوزمبيك، وهو عقار للسكري يؤدي الي إنقاص الوزن. ويحتوي على المادة الفعالة “سيماغلوتيد” (semaglutide).

Ozempic فوائد أوزمبيك

الإنسولين

ينتمي أوزمبيك الي فئة مـن الأدوية تسمى “ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون” (glucagon-like peptide-1 “GLP-1” agonists)، والتي تعمل عَنْ طريق الارتباط بمستقبلات “جي إل بي-1” (GLP-1) التى تحفز إفراز الإنسولين مـن البنكرياس عندما تحتاج الي الإنسولين.

كَمَا يساعد على تقليل كمية السكر التى يفرزها الكبد، ويبطئ خروج الطعام مـن المعدة، ويساعد الجمع بين هذه التأثيرات على خفض مستويات السكر التراكمي “إتش بي آيه 1 سي” (HbA1C) والسكر فى الدم، وقد يساعد أيضا فى تقليل الشهية.

نحن لا نفهم تماما كيف تعمل ناهضات “الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون”. لكن يبدو أنها تؤثر على نظام الرغبة فى الدماغ.

لماذا نرغب بينما يضرنا؟

دعونا نأخذ هذا المثال: أنت جالس فى المنزل وأمامك طبق مـن معمول الفستق الذى حضرته زوجتك، أنت لست جائعا، وأنت لا تحب معمول زوجتك لانه جاف قليلا، ومع ذلك تتناول أول حبة، ثم الثانية، ثم الثالثة، وإلى ان تنهي الطبق بأكمله.

أنت لم تكن جائعا، وبعد قيل سيحين وقت العشاء وستأكل كالمعتاد. أنت لم تكن تريد ان تأكل المعمول، ومع ذلك، هناك شيء بداخلك -صامت يتواصل- يجبرك على أكل المزيد.

ما حدث هو نتيجه عمل نظام لدينا فى الدماغ اسمه النظام الوسطي الحوفي mesolimbic system، وهو مسار المكافأة فى الدماغ الذى يسهله الناقل العصبي الدوبامين. إنه نظام تم تدريبه بمرور الوقت للتأثير على قراراتنا. إنه النظام الذى يدفعك نحو المعمول السوداني وأيضا تجاه أشياء أخرى، مثل متابعة مشاهده المقاطع على التيك توك أو إنستغرام رغم ان لديك امتحان غدا، أنت لم تدرس بعد.

والدوبامين هو نوع مـن الناقلات العصبية. يصنعه الجسم، ويستخدمه الجهـاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية. ويلعب الدوبامين دورا فى الشعور بالمتعة، وفي القدرة على التفكير والتخطيط، فهو يساعد على الانتباه والعثور على الأشياء المثيرة للاهتمام.

انفوغراف

خارج نطاق الوعي

الشيء الرئيسي حول نظام الرغبة -الذى يمكن القول إنه أكثر جوانبه إحباطا- هو أنه غالبا ما يكون موجودا خارج نطاق وعينا.

تقول ألكسندرا ديفيليسانتونيو، عالمة الأعصاب الغذائية فى جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، إنه يمكن البحث عَنْ طعام معين بسـبب الاختيار الواعي، مثلا لانه صحي ومفيد.

ولكن مـن المحتمل أيضا ان تكون هناك عمليات غير واعية تجري لتدريب نظام المكافأة فى الدماغ. على سبيل المثال، مـن المفترض ان هناك مسارا فى الجهـاز العصبي يربط أحشاءنا بأدمغتنا، والذي يخبر نظام المكافأة فى الدماغ عَنْ المحتوى الغذائي للطعام، مما يخلق الرغبة فيه.

لماذا نحب تناول معمول الفستق أكثر مـن تفاحة؟ قد يرجع السبب فى ذلك الي ان نظام الرغبة لديك قد تعلم ربط المعمول بكثير مـن السعرات الحرارية المغذية.

تقول دانا سمول، عالمة الأعصاب فى جامعة ييل والتي تدرس الخيارات الغذائية التى نتخذها، “هناك فى الواقع مساران ينقلان إشارات الي الدماغ، أحد المسارات هو ما تفكر فيه عادة عندما تفكر فى مكافأة الطعام: الطعم، والرائحة، وربما كيف يبدو شكله. ثم هناك مسار آخر وهو ينقل الإشارات التى يتم توليدها اثناء عملية الهضم والتي لا تكون على علم بها أبدا”.

ضجيج الرغبة

أحيانا تتسرب الرغبات الي الجزء الواعي مـن أدمغتنا، وتصرخ بأفكار متطفلة. لكن الوعي بها لا يعني أننا نستطيع السيطرة عليها.

تقول سارة -اسمها مستعار، وهي امرأة تعاني مـن زيادة الوزن- إن ما تسمعه هو “ضجيج الطعام” فهي تسمع رسائل مـن دماغها اثناء مقاومتها للأكل، وتصرخ هذه الرسائل بها “أنت تموتين، أنت تتضورين جوعا، أنت تموتين”. وتضيف أنها كلما أحرزت تقدما فى خسارة الوزن، اشتدت “ضوضاء الطعام” فى دماغها.

وتضيف “عندما أحاول ان أفعل اى شيء، يكون هناك تفكير مستمر فى الطعام.. كَمَا يقول لي جسدي: أنا بحاجة الي هذا”.

أوضحت سارة ان الامر مـن المستحيل تجاهله، وكان مـن الصعب جدا النوم عندما كان دماغها يقول لها “أنت بحاجة الي الطعام الان” حتـى عندما لم تكن جائعة.

تؤكد قصص مثل قصة سارة ان مطالبة الناس بالانخراط فى قوة الإرادة المطلقة لإخضاع الحوافز الكبيرة هى وصفة للفشل. فقط انظر حولك. تستمر أزمة البدانة حولنا فى العالم بالتزايد. تجد الدراسات باستمرار ان اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة هما، فى الواقع، حلول غير فعالة لإدارة الوزن. ليس الامر ان النظام الغذائي وممارسة الرياضة لا يمكن ان ينجحا. هناك قصص نجاح. ولكن، يمكن القول، إذا قيمت فعالية النظام الغذائي وممارسة الرياضة كوصفة طبية لفقدان الوزن وحده، فستجد أنها لا تساعد كثيرا مـن الناس.

العقل اللاواعي ينتصر

عندما ينخرط الناس فى ضبط النفس للحد مـن السلوكيات، فإنهم يقاتلون لاستخدام عقلهم الواعي امام عقلهم اللاواعي، وعادة العقل اللاواعي ينتصر.

ومن اللافت للنظر ان أدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) -التى منها أوزمبيك وعقار ويغوفي Wegovy، ومونجارو Mounjaro- يمكن ان تساعدنا، فهي تحاكي هرمونا طبيعيا يسمى الببتيد -1 الشبيه بالغلوكاغون. يقوم هذا الهرمون بعمل كثير فى الجسم، ولكن بطرق ملتوية.

فى المقام الاول، فهو يعمل على تحفيز البنكرياس للإنسولين، مما يخفض نسبه السكر فى الدم. ومن هناك يقمع الشهية مـن اثناء بعض الآليات، منها زيادة مقدار الوقت الذى تستغرقه المعدة لإفراغها، مما يؤدي الي الشعور بالامتلاء، وإنتاج شعور بالشبع المبكر.

هذه الأدوية ليست مثالية عندما يتعلق الامر بإنقاص الوزن. يعاني العديد مـن الأشخاص مـن آثار جانبية، مثل الغثيان، أو يرون استقرار الوزن. حتـى الان، تمت دراسة أدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) فى الغالب على الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض القلب والسمنة، لذلك لا يعرف سوى القليل عَنْ تأثيراتها على المجموعات السكانية الاخرى.

ومثل اى دواء، فهي تأتي مع بعض المخاطر. مـن المعروف أنها تزيد مـن خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، على سبيل المثال، لا ينبغي ان تؤخذ اثناء الحمل. ومع ذلك فإن بيانات السلامة الصادرة عَنْ حالات مرضى السكري منذ أكثر مـن عـقد مـن الزمن تظهر ان هذه الأدوية، فى أغلبها، آمنة جدا.

اللغز

لكن قطعة غريبة مـن اللغز تكمن فى الدماغ. يبدو ان أدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) تعمل مباشرة فى الدماغ كناقل عصبي، مما يؤثر على الخلايا العصبية فى نظام المكافأة فى الدماغ، وفي منطقه ما تحت المهاد، التى تنظم عملية التمثيل الغذائي فى الجسم. ومن المحتمل ان الأدوية لا تؤثر فى المقام الاول على خلايا الدوبامين العصبية فى حد ذاتها.. لكنها تعمل على الخلايا العصبية التى تتحدث اليها خلايا الدوبامين العصبية.

لذا، فالأمر معقد. ولكن مهما كانـت فعالية الأدوية، يبدو أنها تؤدي خدعة رائعة.

تقول سارة -التى وصف لها الطبيب لها عقار مونجارو منذ بضعة اشهر بعد ان علمت أنها مصابة بمرض السكري- “ما زلت أحب الطعام.. مذاق الطعام رائع بالنسبة لي. كل ما علي فعله هو تجربة ذلك بطريقة لم أجربها جاء الى”.

والأهم مـن ذلك، أنها حاليا تتناول الطعام بدون ضجيج الطعام فى رأسها.

وتقول سارة “بعد حوالى 24 ساعة مـن تناول الجرعة الأولى مـن مونجارو، كان هناك هدوء فى جسدي وفي ذهني.. لم أكن أفكر فى الطعام”.

وأخيرا، أصبحت قادرة على تناول الطعام فى أوقات الوجبات ولم تكن لديها أفكار متطفلة بينهما. وتقول إنها “طريقة عيش مختلفة تماما عما كنت أعيشه طوال معظم حياتي”. فقدت سارة 65 رطلا مـن وزنها مع الدواء.

وتقول هذا رائع. لكن الجزء المتعلق بالسلام وغياب ضجيج الطعام، هو الأهم.

مونجارو Mounjaro

أوزمبيك لتهدئة الرغبة فى ما هو أبعد مـن الطعام

يستكشف الباحثون الان ما إذا كان تهدئة العقل الناتج عَنْ تناول أدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) يمتد الي ما هو أبعد مـن الطعام. ومن اللافت للنظر ان هذه الفئة مـن الأدوية عرضت نتائـج واعدة فى تقليل الرغبة الشديدة فى تناول مواد أخرى، مثل الكحول والنيكوتين والكوكايين.

مـن الناحية النظرية هذا منطقي. تقول ديفيليسانتونيو “لدينا نظام مكافأة واحد فقط.. لا يوجد نظام مكافأة حصري للطعام، ونظام مكافأة حصري للمخدرات”.

لذا، فإن الاستفادة مـن نظام المكافأة للتحكم فى الشهية يجب ان يؤثر على الرغبة الشديدة فى أشياء أخرى.

وهناك أدلة على ان أدوية “جي إل بي-1” (GLP-1) قد تقلل الرغبة الشديدة فى تعاطي المخدرات والخمر.

وهناك المزيد مـن التجارب الجارية على البشر لمجموعة متنوعة مـن المواد، منها الكحول والنيكوتين. وبينما يشعر العلماء فى هذا المجال ان هذه الأدوية يمكن ان تشكل اختراقا، إلا أنهم يحثون على الحذر، وعلينا الانتظار حتـى ظهور بيانات التجارب.

5 فوائد لأوزمبيك

نختم بنتائج دراسة أجريت عَامٌ 2021، ونشرت فى مجـلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين New England Journal of Medicine ووجدت ان المشاركين الذين يعانون مـن السمنة أو زيادة الوزن والذين تلقوا جرعة 2.4 مليغرام مـن سيماغلوتيد مرة واحده أسبوعيا مع تغييرات فى نمط الحياة شهدوا الفوائد التالية على مدار 68 أسبوعا:

  • خسارة مـن 5% الي 20% مـن وزن الجسم، وفقا لتقرير فى فوربس
  • هبوط محيط الخصر.
  • تحسين مستويات السكر فى الدم.
  • تحسين ضغط الدم.
  • تحسين مستويات الكولسترول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى