اقتصاد

مع تأهب إيران للانتقام.. ما سر غياب سوريا عَنْ “وحدة الساحات”؟

وفي كلمة له يـوم الخميس، اثناء تأبين القيادي فى حزب الله، فؤاد شكر، الذى اغتالته إسرائيل فى الضاحية الجنوبية لبيروت، تعهد نصر الله بالرد على إسرائيل التى اغتالت بعد يـوم واحد مـن مقتل شكر، إسماعيل هنية، فى طهران.

غير أنه استبعد إيران نفسها، وكذلك سوريا، مـن وجوب الاشتراك فى هذا الرد، قائلا: “ليس ‏مطلوبا مـن إيران ان تدخل قتالا مع إسرائيل”.

وعن سوريا اعلن نصر الله: “ليس مطلوبا مـن سوريا ان تدخل فى القتال بسـبب ظروفها ‏الداخلية، وذكرت فى أكثر مـن مرة، ان قواتها المسلحة ما زالت تنتشر ‏على خط مئات الكيلومترات دَاخِلٌ سوريا، فى مواجهه المشروع الآخر ‏الذى ما زالت عينه على دمشق”.

وبالنسبة للمطلوب مـن البلدين فى هذه المواجهة المحتملة مع إسرائيل، اضاف نصر الله: “سوريا وإيران المطلوب منهما فى هذه ‏المعركة ما طلبناه نحن فى حركات المقاومة، هو الدعـم المعنوي والسياسي ‏والمادي والعسكري والتسهيلات”.

وتعتبر دمشق أقوى حلفاء طهران، خاصة بعد “الثورة الإيرانية” عَامٌ 1979، وظلت الأبرز بينما يُسمى بـ”وحدة الساحات”، وهو مصطلح تقصد به طهران وحلفاؤها البلدان والجماعات المسلحة المساندة لها، والتي تقوم فى كثير مـن الأحيان بأعمال قتالية، نيابة عَنْ إيران فى مواجهه خصومها.

التطبيع إقليميا ودوليا

حول صعوبة انخراط سوريا فى الرد العسكري على إسرائيل، تقول الباحثة الأميركية المتخصصة فى الامور الدولية، إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية” إن دمشق “تركز بشكل كثير على عملية التطبيع مع العالم العربي والمجتمع الدولى، بالإضافة الي جهود إعادة الإعمار ورفع العقوبات المفروضة عليها، وهذه الأولويات قد تجعلها أقل اهتماما بالمشاركة المباشرة فى الصراعات الإقليمية”.

وأضافت تسوكرمان ان “سوريا أكثر عرضة للضغوط والضربات الإسرائيلية، مقارنة بالدول الاخرى، وما شهدناه مـن عمليات إسرائيلية داخلها يجعل مـن الصعوبة بمكان على دمشق ان تكون لاعبا مباشرا فى المشاركة بالرد على إسرائيل”.

وتابعت: “هناك أيضا تحديات تتمثل بالوجود الأميركية والتركي على الأراضي السورية”.

لكن ترى تسوكرمان ان سوريا “تظل نقطه لوجستية عملية لنقل الأسلحة مـن إيران الي أذرعها، واستضافة قوات عسكرية مؤيدة لطهران على أراضيها”.

رسالة الي دمشق

وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، فإن رسائل تحذيرية وصلت الي دمشق، تدعوها لتحييد الأراضي السورية فى الصراع القائم مع إسرائيل، وذلك بمنع بداية هجمات مـن داخلها نحو اهداف إسرائيلية فى هضبة الجولان أو دَاخِلٌ إسرائيل.

وحسبما ذكر عبد الرحمن لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن سوريا “هى الحلقة الأضعف فى محور الساحات الإقليمي (المحور المساند لإيران)، لما تواجهه مـن نزاعات داخلية وضغوط خارجية، وهو ما يثير قلقا مـن أنه إذا ما انخرطت دمشق فى الصراع الإقليمي، فإن إسرائيل قد تتوغل فى الأراضي السورية، مما يزيد تعقيد الوضع فى البلاد”.

ولفت عبد الرحمن الي ان البعض مـن مصلحته الحفاظ على قدرات النظام السوري العسكرية، وعدم استهدافها مـن إسرائيل، ليكون قادرا على مواجهه الجماعات المسلحة فى الداخل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى