اقتصاد

جبهة لبنان.. قواعد اشتباك لا تراها إسرائيل

ففي هذا اليـوم الطويل على الحزب، الذى دخل فى نزال مع إسرائيل فى اليـوم القادم للسابع مـن أكتوبر الرهيب، فقد 7 مـن مقاتليه.

وهي حصيلة لم يتجاوزها إلا يومان اثنان منذ ذلك التَّارِيخُ، فى 24 أكتوبر خسر حزب الله 9 عناصر، وفي 15 فبراير خسر 8.

اما العداد العام فبات يناهز 430 عنصرا بينهم فؤاد شكر، صاحب أعلى رتبة فى هيكلية حزب الله العسكرية، وسواه مـن قادة الصف الاول، والقادة الميدانيين.

هذه المعطيات والأرقام يمكن فهمها بأن إسرائيل تمهّد بالنار لحرب أوسع فى جبهة لبنان، وهو مالم تخفه تل أبيب منذ ان أطلق حزب الله قذيفته الأولى صوب أجهزة الرادار فى موقعي زبدين ورويسات العلم فى مزارع شبعا جنوبي لبنان بتاريخ 8 أكتوبر.

وبينما يعتقد حزب الله أنه يقاتل ضوء قواعد اشتباك فى حرب منضبطة، فإن هذه القواعد، إسرائيل لا تراها، وكل ما تقوم به الان هو أنها تقتنص ما أمكنها مـن اهداف، لحين توفر الظروف الملائمة للحرب المجانية، التى تسعى لأن تفرض بها أهدافها.

رؤى متناقضة

ذاك ان الجانبين ينظران الي ما يجري بينهما بعينين مختلفتين، حزب الله ذراع إيران الأقوى بين أرخبيل الميليشيات التى تديرها طهران على امتداد الشرق الأوسط يصف معركته بحرب المشاغلة، باعتبار أنه يؤازر حماس والجهاد اللتين تقارعان إسرائيل فى جبهة غزة، ضوء ما يطلق عليه محور الجماعات المسلحة الموالية لإيران بـ “وحدة الساحات“، ولذلك يرهن أمين عَامٌ الحزب حسن نصر الله بخطاباته دائمًا نهاية القتال بتوقف الحرب فى غزة.

تمايز الساحات

اما تل أبيب فتقاتل مـن منظور مختلف تماما، أنما معاكسًا فى الاتجاه.

أوله ان العقلية الإسرائيلية، لا تقبل بأن يكون ثمة كائنًا مـن كان على حدودها أو فى جوارها، يقرر ان يهاجمها ثم يفعل.

ويزكّيه بالمناسبة ان الحزب أوغل فى ضرب اهداف فى العمق الإسرائيلي، وإبعاد عشرات الآلاف مـن سكان الشمال، وكشف قلاعها الحصينة عبها المسيرات الاستطلاعية. وقبل كل شيء، كان هو البادئ فى الحرب.

وهذا ما تسميه هى قوة الردع، ولذلك فإن الساحات التى تعتقد إيران بتوحيدها، إسرائيل تفرقها تماما، وتميّز بينما بينها، وقد لا يكون صمت البنادق فى غزة، إلا إيذانًا بارتفاع دويه فى لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى