الاخبار العربية والعالمية

“الهدم العقابي” سيف الاحتلال المسلط على رقاب فلسطييني القدس | اخبار القدس سام نيوز اخبار

القدس المحتلة- كان مخيم شعفاط شمالي القدس الذى يعيش فى أحيائه الخمسة 130 ألف نسمة، على موعد مع مجموعه اجراءات جماعية بمجرد اقتحامه فى تمام الساعة الخامسه فجر اليـوم.

فقد حاصرت قوات الاحتلال البناية السكنية التى تعيش فيها عائلة الفتى المقدسي محمد الزلباني (13 عاما) المتهم بتنفيذ عملية طعن فى فبراير/شباط الماضي على حاجز عسكري إسرائيلي محاذ للمخيم.

ووفقا لشهود عيان، فإن أكثر مـن 200 جندي اقتحموا المخيم رفقة فرق هندسية وقنّاصة وطائرتين مسيرتين بهدف تفجير منزل هذا الفتى، وباشروا بتوزيع منشورات على السكان، خاصة أولئك الذين يقطنون حول البناية.

وجاء فى المنشور “سيتم سماع صوت انفجار فى المنزل المجاور لمنزلك.. يتعلق الامر بهدم منزل إرهابي… عليك الدخول الي الغرف الداخلية دَاخِلٌ شقتك وعدم الخروج”.

المحامي المقدسي مدحت ديبة، الذى يسكن قريبا مـن المنطقة اعلن إن هذه المنشورات وضعت امام المنازل بينما كان أصحابها نياما، مشيرا الي إجبار أصحاب هذه المنازل على مغادرتها تمهيداً لتفجير المنزل.

1-من اقتحام مخيم شعفاط للاجئين شمال القدس اليوم (مواقع التواصل)
قوات إسرائيلية اقتحمت مخيم شعفاط وحاصرته مـن كل الجهات (مواقع التواصل)

إخلاء فوري وترهيب

يقع مكتب المحامي ديبة فى البناية المجاورة لمنزل عائلة الزلباني، وقال للجزيرة نت إنه تلقى فجرا اتصالا طُلب منه خلاله التوجه فوراً لفتح مكتبه، وهدده الجنود بتفجير بابه فى حال لم يصل اثناء 10 دقائق.

“توجهتُ الي المكتب وفتحته وباشر الجنود تفتيشه للتأكد مـن عدم وجود أحد بداخله، وهذا يعني أنهم كانوا ينوون إحداث أضرار كبيرة ليس فى المنزل المستهدف فقط وإنما فى المباني المحيطة به”، يضيف ديبة.

بعد نحو 4 ساعات ونصف مـن اقتحام المخيم تم تفجير منزل الفتى الزلباني، الذى اتُهم بتنفيذ عملية طعن دَاخِلٌ حافلة عمومية على حاجز مخيم شعفاط عند توقفها مـن اجل التفتيش.

وأقدم هذا الطفل على طعن شرطي مـن حرس الحدود عند صعوده لتفتيش الحافلة، الامر الذى دفع زميل الأخير لإطلاق رصاصتين أصابت إحداها الزلباني والأخرى الشرطي مما أدى الي مقتله واعتقال الطفل، وفق رواية الشرطة الإسرائيلية.

صدر لاحقا قرار بهدم منزل الفتى الواقع فى حي “أبو ماهر” بشارع عناتا الجديـد فى المخيم، ورُفضت الاستئنافات المقدمة امام هذا القرار، وبتفجيره اليـوم تحت بند “الهدم العقابي” يضاف منزل هذا الطفل الي 4 منازل أخرى هُدمت منذ بداية عَامٌ 2023 تحت البند ذاته، وفق رواية الشرطة الإسرائيلية فى حينه.

فقد أُغلق منزل الشهيد المقدسي عدي التميمي فى المخيم نفسه، وخيري علقم فى بلدة الطور، وحسين قراقع فى بلدة العيساوية، بالإضافة الي تفجير منزل الأسير المقدسي إسلام فروخ فى مدينة رام الله.

إغلاق المخيم

عَنْ العقوبات الجماعية التى يتعرض لها مخيم شعفاط بأحيائه الخمسة منذ تنفيذ الشاب عدي التميمي عملية الاعلان نار على حاجز المخيم فى أكتوبر/تشرين الاول مـن عَامٌ 2022، اعلن المحامي مدحت ديبة إن أخطر هذه العقوبات إغلاق حاجز المخيم بشكل متكرر ومنع الدخول والخروج منه.

ويعاقَب السكان أيضا بالاعتداء عليهم بشكل عشوائي، بدءا مـن العمال مرورا بطلبة المدارس وليس انتهاء بالنساء وكبار السن.

وأكد ديبة أنه “بمجرد اقتحام المخيم صباح اليـوم تم تفتيش العمال وضربهم وسحلهم، واعتدى الجنود على الطلبة والطالبات بتفتيشهم بشكل مهين وإلقاء حقائبهم على الأرض، وأُغلقت الطرقات والأزقة فى المخيم الامر الذى حال دون وصول المرضى وكبار السن الي المراكز الطبية”.

“تقطيع الطرق وإغلاق المسارات المؤدية الي هذه المراكز الطبية يعتبر عقابا جماعيا أيضا خاصة، ان السيارات تحظر مـن نقل هؤلاء المرضى خارج المخيم بسـبب إغلاق الحاجز العسكري”، وفق المحامي الفلسطيني.

وختم حديثه للجزيرة نت بالقول إن القوات المقتحمة أفرغت 3 بنايات محيطة بالبناية التى تقطنها عائلة الزلباني، وتضم كل واحده منها 12 شقة سكنية يسكنها 70 فردا على الأقل.

وهذا يعني ان عَدَّدَ الذين أجبروا على إخلاء منازلهم تمهيدا لتفجير شقة سكنية واحده جاء الي نحو 280 مواطنا عوقبوا بشكل جماعي دون ذنب ارتكبوه، وهو ما يتعارض مع القانون الدولى الإنساني.

سلوك غير مسبوق

الناشط المقدسي حسن علقم، الذى يسكن فى مخيم شعفاط أوضح للجزيرة نت أنه فى الوقت الذى وصلت فيه القوات الي محيط البناية السكنية التى يعيش فيها، كانـت بناته الثلاث فى طريقهن للخروج باتجاه المدرسة، وعندما شاهدن الجنود عدن أدراجهن.

وأضاف: “نزلت الي مدخل البناية مجددا معهن وبمجرد وصولنا تأهبوا وصوبوا أسلحتهم نحونا وبدؤوا بالصراخ علينا.. ارتعبت الطفلات وعدنا مجددا الي المنزل كَمَا جميع طلبة المخيم”.

بقي علقم وأسرته حبيسي منزلهم لساعات بعد إغلاق كل مداخل ومخارج المخيم وتطويق المزيد مـن البنايات السكنية واعتلاء أسطح بعضها، وقال إن الجيش نكّل بالعديد مـن المارة وفتشهم بشكل مهين فى مشهد لم يمر على سكان المخيم منذ اندلاع الحرب فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي.

“الأعداد الكبيرة التى اقتحمت المخيم هدفها بث الرعب فى قلوب السكان وردعهم، لدرجة أنهم مُنعوا مـن فتح نوافذ منازلهم وكل مـن فعل ذلك صُوّبت الأسلحة نحوه، ولأول مرة فى المخيم نشاهد مدرعات نقل الجنود تشارك فى الاقتحام ورصدنا 4 مدرعات “نمر” داخله وهو ما تم توثيقه بمقاطع فيديـو وصور” وفق علقم.

وأشار الي ان سكان البناية التى يقع فيها المنزل المستهدف أجبروا على إخلائها اثناء دقائق، وطلب منهم الجنود إبقاء أبواب شققهم السكنية مفتوحة بسـبب الضغط الكبير الذى سينجم عَنْ الانفجار.

سيناريو اقتحام هذا المخيم وإن كان استثنائيا اليـوم، إلا أنه يتكرر بشكل شبه يومي، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية قبل يومين عَنْ استطاع عناصرها مـن “توقيف 23 مشتبها به فى نشر مواد تحريضية وداعمة لما تصفه “إرهاب” حماس، وضبط أسلحة ومعدات ووسائل قتالية فى حملة واسعة بمخيم شعفاط” وفقا لما نشرته على صفحتها فى موقع Facebook‎ ‎.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى