الاخبار العربية والعالمية

تايمز: هل حددت إسرائيل لنفسها عملية عسكرية مستحيلة؟ | سياسة سام نيوز اخبار

يقول مايكل كلارك أستاذ دراسات الدفـاع فى “كينغز كوليدج لندن” إن الهدف العسكري الإسرائيلي فى حرب غزة “يجب تدمير حماس” والذي يكرره سياسيوها وقادتها باستمرار، أصبح شعارا وطنيا تنتصب أمامه عقبات هائلة.

وأكد كلارك -فى مقال له بصحيفة “صنداي تايمز”، يتحدث فيه عَنْ التحديات التى تواجهها محاولة إسرائيل تدمير حركة المقاومة الإسلامية “حماس”- ان الجيش الإسرائيلي سيتعين عليه إما إعادة صياغة هدفه “يجب تدمير حماس”، أو التفكير فى طرق لتحقيقه لا تؤدي الي إبادة سكان غزة.

وأوضح ان إسرائيل بإمكانها خسارة حماس، لكن تدميرها سيكون أمرا مختلفا، ومن المرجح ان يزداد هذا التحدي مع استمرار الحملة الإسرائيلية.

إسرائيل لا تستطيع

وأضاف أستاذ دراسات الدفـاع ان اهم قرار إستراتيجي تتخذه اى حكومة هو القرار الاول. وقد اتخذت إسرائيل ذلك، وسوف تأتي العواقب الأوسع فى حينها. وسيتعيّن عليها اتخاذ القرار الإستراتيجي الحاسم الثانى عندما تنظر الي جنوب غزة.

وقال كلارك إن “تدمير حماس” وسـط سكان مدنيين مضغوطين يعانون أشد المعاناة سيتطلب تفكيرا فريدا. ففي مثل هذه الظروف، كان معظم قادة العالم القديم يلجؤون الي مذبحة مباشرة، لكن القادة العسكريين المعاصرين لا يستطيعون ذلك لأن هذه الحرب ستطلق أحداثا سياسية ستجد إسرائيل صعوبة فى السيطرة عليها، وستجد نفسها مجبرة على تطوير أساليب جديدة لحرب المدن ومكافحة “التمرد” إذا أرادت “تدمير” حماس وسـط هؤلاء السكان.

وضع غير مسبوق

وأشار كلارك الي ان مساحة قطاع غزة البالغة 360 كيلومترا مربعا تجعلها صغيرة جدا، ومع ذلك فإن 2.3 مليون شخص محاصرون بداخلها دون إمكانية للهروب. وقال إنه لا توجد أمثلة فى التَّارِيخُ الحديث -لا الموصل، ولا الفلوجة، ولا ماريوبول فى أوكرانيا، ولا غروزني فى الشيشان، ولا قندهار فى أفغانستان، ولا سايغون فى فيتنام أو بنوم بنه فى كمبوديا– ترصد حالات مماثلة مـن ساحة المعركة، إذ لا توجد إلا فرصة ضئيلة للغاية للمدنيين للفرار، إذا اختاروا، قبل هجـوم “رأس الحربة” قوة عسكرية متفوقة.

وحتى برلين عَامٌ 1945 أعطت المدنيين الألمان بعض الفرص للهروب غربا وإلقاء أنفسهم تحت رحمة القوات الأميركية والبريطانية بدلا مـن مواجهه الروس المتقدمين.

وأكد أستاذ دراسات الدفـاع ان الفلسطينيين فى غزة ليس لديهم فرصة للفرار، وبما ان أكثر مـن نصف سكان الشمال قد تجاوزوا وادي غزة، فسيتعين على إسرائيل مواجهه ساحة المعركة الجنوبية التى يبلغ عَدَّدَ سكانها نحو 1.8 مليون نسمة بكثافة تقترب مـن 10 آلاف شخص لكل كيلومتر مربع.

إلا إذا تم بسرعة

وانهي كلارك مقاله بالقول إنه “إذا كان لابد مـن تدمير حماس، فإن ذلك غير ممكن إلا إذا تم بسرعة”، مضيفا ان مما يعقد موقف إسرائيل هو ان يدخل حزب الله اللبناني فى المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وإذا نجت حماس بأي شكل ملموس، فستنتصر، ولديها فرصة جيدة لمشاهدة الحرب الأوسع امام إسرائيل التى ربما كانـت تأمل فى إشعالها عندما شنت هجومها فى السابع مـن أكتوبر/تشرين الاول الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى