منوعات

حساـم حسن.. بطل الطفولة الذى ستجده داخلك رغم اختلافك معه سام نيوز الاخباري

حساـم حسن.. بطل الطفولة الذى ستجده داخلك رغم اختلافك معه

“قد يبدو الامر مستحيلاً… حتـى يتحقق”. قالها نيلسون مانديلا، وصدقها حساـم حسن وصنع بها التَّارِيخُ.

صرح الاتحاد المصرى لكرة القـدم تعيين حساـم حسن مدربا جديدا لمنتخب مصر رسميا.

(إعادة نشر)

وعندما قص شعره وسافر مع المنتخـب الي بوركينا فاسو، متجاهلاً الدعوات الإعلامية لاعتزاله عَامٌ 1998، عاد بالالقاب وجائزة الهداف، وكان مثالاً حتـى يومنا هذا بالإصرار على تحقيق هدفه. .

ترك الاهلي وانتقل الي الزمالـك وعمره 34 عاما، فظن الجميع أنه يكتب نهاية مأساوية للتاريخ الذى صنعه مع الأحمر ولن يستفيد مـن هذه الخطوة. فهو مـن وضع قواعد اللعبة، وحقق كل شيء مع الأحمر فى أربع اعوام.

«لا يحب إلا نفسه» و«لن تجد أحدًا أكثر إخلاصًا فى عمله منه». جملتان تختصران آراء غالبية الجمهور حول حساـم حسن، ومن بينها ربما تتضح شخصيته.

رجل لا يخاف مـن المغامرة فى الحياة حتـى لو كانـت قصته. هناك فقط المزيد مـن السطور المكتوبة لقصة عظيمة خلقها على مدى اعوام عديدة وكان فيها مصدر سعادة للجماهير.

لماذا نحب حساـم حسن؟ سؤال نسأله لأنفسنا، وستجد الإجابة مـن اثناء النظر فى طريقه، وكلما وجدت ما يغضبك منه، كلما وجدت ما يجبرك على مسامحته والتطلع الي لحظة مـن السعادة . الذى عشته والذي كان هو خالقه.

الاهلي

إذا كنت مـن مشجعي الاهلى حيـث بدأ حساـم حياته ونشأ دَاخِلٌ أسواره وصنع معظم تاريخه.

تألق حساـم فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات، وقاد المنتخـب الوطني الي كاس العالم بضربة رأسية فى مرمى الجزائر، ثم قدم أداء جيدا فى المونديال، ليصبح محترفا مثل معظم زملائه فى منتخـب جيله فى نوشاتيل بسويسرا.

ومع نوشاتيل لم يختف نجمه. لقد تألق وسجل ثلاثية رائعة فى دورى أبطال أوروبا. حتـى صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية نشرت على صفحاتها ان مهاجـم المنتخـب المصرى أصبح على رادار برشلونه! (انظر الى القصة الكاملة هنا)

الاهلي وقتها لم يكن فى افضل مستوياته. وكان موسـم 1991/1992 على وجه الشأن كارثياً بالنسبة للقلعة الحمراء التى احتلت المركـز الرابع.

ماذا يفعل حساـم؟ عاد الي ناديه بمجرد ان طلبت منه الإدارة ذلك. وعاد هو وشقيقه التوأم ليصنعا التَّارِيخُ مع الاهلي حتـى عَامٌ 2000.

وانتقل حساـم حسن مـن الاهلي الي غريمه التقليدي الزمالـك، رغم ان ظروف انتقاله لم تعرف بعد، بين تصريحه بأنه «مجبر على تلك الخطوة» ورأي آخرين بأن أمامه بدائل كثيرة.

لكن حتـى لو لم تكن النهايه جيدة، فإن جماهير الاهلي لا تستطيع إنكار ما فعله بعودته للفريق عند الضرورة، وتفضيله للنادي الذى صنع اسمه على إمكانية الانتقال الي مرحلة أخرى فى العالم. كرة القـدم.

ويعتبر حساـم حسن ثاني هدافي الاهلى عبر العصور برصيـد 140 هدفا، خلف محمود الخطيب صاحب الـ157 هدفا.

الزمالـك

كمشجع للزمالك، يمكن إلقاء اللوم على حساـم حسن فى بعض تصريحاته بعد الرحيل عَنْ النادي، وربما تغضب أيضًا مـن “خطأك” لاعتقادك أنك لا تعرف سوى الرغبة فى الفـوز فى كل مرة يقابل فيها فريقك النادي منه. . .

كل هذا قد يزعجه، لكن سيكون مـن الظلم ان ينسى عودته تحت قيادة مدير فني الزمالـك، وهو على بعد أيام فقط مـن قيادة المنتخـب الأردني فى كاس امم آسيا 2015.

مجرد وصول النشامة لبطولة آسيا يعد إنجازا للفريق الذى سبق له ان ســاهم فى البطولة مرتين فقط، ورغم ذلك عاد حساـم حسن الي الزمالـك تاركا الأردن ليلبي نداء الأبيض الذى كان يعاني فى البطولة. الوقت فى دورى أبطال أفريقيا.

عاد حساـم ولم يستمر سوى 6 مباريات فقط قبل ان يتم طرده، ثم يرحل بهدوء.

حساـم حسن هو أيضا مـن غامر بمشوار التدريب فى موسـم 2009/2010، عندما تولى تـدريــب الزمالـك الذى كان يأتي المركـز الـ12 فى منتصف العام، وتقدم الي المرحله الثانية منهيا العام. فى المركـز الثانى.

كَمَا هاجمت جماهير المصرى حساـم ذات يـوم عندما كان مدربا للزمالك، لكنه لم ينس ولن ينسى علاقته بالأسطورة.

ولعب حساـم حسن للمصري لمدة موسمين، ووصل معهم الي نصف نهائى كاس مصر، لكنه خسر امام الاتحاد السكندري بركلات الجزاء.

كمدرب، المصرى كان المحطة الأولى لحسام، ودائما ما يكون محطته الناجحة.

وعاد حساـم المصرى للمشاركة فى أفريقيا بعد غياب 15 عاما، وأعادهم مرة أخرى الي نهائى كاس مصر بعد غياب 19 عاما، ومن ثم الي وصيف كاس السوبر المصرى بسـبب الخسارة امام الاهلي. المصرى والأهلي فى المناسبتين.

ومن اثناء المصرى تلقى حساـم العديد مـن العروض. أندية خليجية ومنتخبات عربية، لكن حساـم كان وفيا لمن أحبه. فقط فى بورسعيد حساـم، الشخص الذى تكون شعبيته أحيانًا أكبر مـن شعبية أحد أفراد الأسرة مـن نفس العائلة.

ومع الاتحاد السكندري ترك ذكرى جميلة مع أكبر فـوز على الاهلي فى العصر الحديث، ومع الإسماعيلي والترسانة لم يمنحه الحظ الفرصة للاستمرار طويلا فى صناعة الذكريات.

منتخـب مصر

تتذكر حسناته مع فريقه أو تنساها بسـبب ما فعله بك، لكن حساـم أيضًا يظل هو أكثر مـن خدم منتخـب مصر عبر التَّارِيخُ.

توج ببطولتين لأمم أفريقيا يفصل بينهما 20 عاما كان فيهما بين الأبطال، بينما بينهما بطوله كان فيها النجـم الاول.

وانتصر حساـم حسن بكأس الأمم الأفريقية أعوام 1986 و1998 و2006 مع المنتخـب المصرى.

وهو الهداف التاريخي للمنتخب المصرى برصيـد 69 هدفا فى 178 مباراة دولية.

حساـم الذى أبكى المصريين فرحا بهدفه فى الجزائر 1989 عندما صرح وصول المنتخـب المصرى الي نهائى كاس العالم بعد 56 عاما مـن الغياب.

كَمَا أنه هو الذى أبكى الملايين عندما اغرورقت عيناه بالدموع اثناء احتفاله بالهدف فى مرمى الكونغو الديمقراطية عَامٌ 2006، معلنا نهاية مسيرته الدولية مع المنتخـب الوطني ومبرزا تواجده فى قائمة حسن شحاتة فى كاس العالم. ولم يكن الوقت مجاملة، بل كان مكافأة وضرورة لخدماته.

حساـم حسن يبلغ مـن العمر 57 عَامًٌا.

والآن سيواجه حساـم حسن تحديًا جديدًا هو الأكبر فى تاريخه. حساـم حسن مدربا لمنتخب مصر بعد اعوام مـن انتظاره.

ولم يعد هذا الشاب هو الذى اثناء محط أنظار الجمهور حتـى بعد ان أتم الأربعين عاما فى ملاعب كرة القـدم، لكنه سيظل دائما شابا فى طموحه وإصراره. يدخل المعارك، ويعرف أحيانًا أنها خاسرة، ليس حبًا للخسارة، ولكن لتحقيق إيمان معجبيه بالبطل الذى لم يعرفوا أبدًا أنه استسلم.

عملية حساـم لاستعادة هيبة المنتخـب المصرى قد «تبدو مستحيلة، حتـى ينجح».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى