مقاتلون بطولكرم: الحرب الإسرائيلية على غزة تلهم المقاومة بالضفة | سياسة سام نيوز اخبار
اعلن موقع الجزيرة الانجليزي إن مقاتلي مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم شمالي البلاد، يشكلون جزءا مـن ظاهرة أوسع تتمثل فى عودة المقاومة الفلسطينية المسلحة، التى بدأت فى مخيم جنين للاجئين قبل أكثر مـن عامين قبل ان تنتشر الي نابلس وأريحا وطولكرم وأماكن أخرى.
وأوضح الموقـع -فى تقرير بقلم زينة الطحان- ان الشاي والقهوة والبنادق الهجومية موضوعة على الطاولة خارج الباب الأمامي لمنزل ميساء فى مخيم نور شمس للاجئين، حيـث تتجمع مجموعه صغيرة مـن المقاتلين الفلسطينيين الشباب فى الزقاق تحت صفـوف مـن المظلات القماشية.
وتقول ميساء (40 عاما) “هؤلاء هم أبناؤنا، أرواحنا. كل ما يريدونه هو حياة كريمة. إن الناس فى جميع ارجاء العالم، وفي جميع البلدان، يزعمون أنهم ديمقراطيون، ويريدون العيش بحرية. فماذا عَنْ شبابنا؟ ليس لديهم خيار آخر سوى طريق المقاومة المسلحة. لم تعد هناك أراضٍ متبقية، لقد استولى الاحتلال على كل شيء”.
الدفـاع اثناء الغارات
وفي هذا السياق، تقول الكاتبة إن الامر بدأ بظهور جماعات مسلحة مكونة مـن شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و35 عاما، ورغم قدراتها المحدودة، تركز هذه المجموعات على الدفـاع اثناء الغارات العسكرية الإسرائيلية على المخيمات ومهاجمة نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات غير القانونية.
يقول زياد -الأسماء ليست حقيقية حفاظا على هويات أصحابها- وهو أحد كبار قادة كتائب طولكرم، “مـن حقنا ان ندافع عَنْ أنفسنا”، ويضيف ان الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر، لا تؤدي إلا الي “تشجيع المزيد مـن الرجال على الانضمام الي المقاومة”.
تكثيف الغارات
وعلى مدى العامين الماضيين، كثفت إسرائيل بشدة غاراتها القاتلة على شمال الضفة الغربية المحتلة، وقتلت العشرات مـن المقاتلين فى هجمات بمسيرات واغتيالات مستهدفة، مما أعاق بشكل خطير استمرار فصائل المقاومة، ولكنها لا تزال قائمة فى طولكرم، ولا سيما فى مخيم نور شمس، أحد مخيمين فى المدينة، يؤوي أكثر مـن 34 ألف فلسطيني.
وعلى الرغم مـن الغارات القاتلة اثناء الشهرين الماضيين، والتي شهدت سقوط عشرات الضحايا مـن المدنيين والمقاتلين، لم تتمكن القوات الإسرائيلية مـن دخول نور شمس سيرا على الأقدام، حيـث أعاقتها العقبات وعدد كثير مـن العبوات الناسفة.
يقول الصحفى سامي الساعي، مـن سكان طولكرم، إن “جيش الاحتلال يفكر ألف مرة قبل ان يدخل نور شمس. إنهم لا يدخلونها سيرا على الأقدام. إنهم يجلبون الجرافات لأن كمية العبوات الناسفة فى نور شمس غير مسبوقة.
ولأن الجيش لم يتمكن مـن دخول نور شمس سيرا على الأقدام، ولم تكن له محاولات منذ عدة أسابيع، يعتقد المقاتلون ان الغارة وشيكة، “نتوقع وصولهم فى اى لحظة. قد يأتون ونحن جالسون هنا نتحدث، ولكن المقاتلين جاهزون”، كَمَا يقول زياد.
الحل الوحيد
ويرى زياد ورفاقه ان العقود الثلاثة الماضية مـن الاحتلال العسكري الإسرائيلي المكثف والمستوطنات غير القانونية، فضلا عَنْ المفاوضات غير المثمرة، تعني ان “المقاومة المسلحة هى الحل الوحيد”، يقول “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، ويضيف “لا فائدة مـن المشاركة فى المفاوضات”.
وتزايد الدعـم الشعبي للمقاومة المسلحة فى جميع ارجاء الضفة الغربية المحتلة على مدى العامين الماضيين -كَمَا يقول الموقـع- وظهر العديد مـن القتلى كرموز للمقاومة، وحضر الآلاف مواكبهم الجنائزية. يقول ليث “على الرغم مـن قلة الإمكانيات، هناك مقاومة مسلحة فى الضفة الغربية تضر بالاحتلال. إن قُتلنا سيظهر 10 آخرون”.
ضغوط إسرائيل والسلطة الفلسطينية
تم تشكيل مجموعتين للمقاومة المسلحة فى طولكرم فى أقل مـن عَامٌ -كَمَا تقول الكاتبة- اما التجمع فى نور شمس فجاء على إثر مقتل سيف أبو لبدة (25 عاما) على يد الجيش الإسرائيلي فى جنين فى الثانى مـن أبريل/نيسان 2022، عندما كان يمهد الطريق لتشكيل مجموعه مقاومة مسلحة فى المخيم، وهو يتعلم مـن المقاتلين فى جنين.
وأشار الموقـع الي ان أحد العوامل الرئيسية التى أسهمت فى تشكيل جماعات المقاومة المسلحة على مدى العامين الماضيين، كان اجتماع المقاتلين مـن مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني رغم الصراع الداخلي الطويل الأمد على المستوى القيادي لأحزابهم، بما فيهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة (الجهاد الإسلامي) فى فلسطين، والجبهة الشعبية، جبهة تحرير فلسطين وآخرون.
بيد ان قدرة هذه الجماعات على توحيد المقاتلين الشباب الذين ينتمون الي الجماعات المسلحة التقليدية، جعلتهم هدفا لكل مـن الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية التى تديرها حركة فتح، التى مارست أحيانا العنف اثناء تشييع جنازات القتلى مـن المقاتلين، كَمَا قمعت الاحتجاجات الشعبية فى الضفة الغربية المحتلة فى 17 أكتوبر/تشرين الاول الماضي امام القصف الإسرائيلي للمستشفى الاهلي فى غزة.