أخبار فلسطين

تغيير اسم مقبرة “رجل العاج” الشهيرة بإسبانيا.. والسبب امرأة

[ad_1]

فى وضح قلب الموازين، تبيّن لعلماء آثار ان المدفون فى مقبرة فخمة مـن العصر الحجري الحديث اكتُشفت سابقاً فى إسبانيا امرأة تبدو الأعلى شأناً فى المجتمع، وليس ذكرا كَمَا كان يُعتقد سابقاً، فغيروا تالياً التسمية المعتمدة مـن “رجل العاج” الي “سيدة العاج”.

فالبقايا البشرية القديمة كانـت تشكّل السبيل الوحيد لتوثيق تاريخ عدم المساواة بين الجنسين فى مجتمعات ما قبل التَّارِيخُ، إلا ان سوء حفظ الهياكل العظمية يجعل مـن الصعب، إن لم يكن مـن المستحيل، تحديد الاختلافات البيولوجية بين الجنسين بالاعتماد على الشكل.

مـن هذا المنطلق، باتت دراسة الخصائص الجينية بديلاً ترتفع اعتماده لتحديد الجنس، لكنّ المشكلة ان هذه الطريقة محدودة لأن الحمض النووي القديم يتحلل بسهولة فى المناخات الحارة والجافة كتلك التى تتسم بها شبه الجزيرة الأيبيرية.

فى موقع فالنسينا دي لا كونسيبثيون الشاسع الذى يعود الي عصور ما قبل التَّارِيخُ، بالقرب مـن إشبيلية بجنوب إسبانيا، اكتشف علماء الآثار منشآت جنائزية كبيرة عمرها نحو خمسة آلاف عَامٌ، وهي مدة فى نهاية العصر الحجري الحديث تُعرف باسم عصر النحاس.

بينما التقاليد الجنائزية فى هذه الحقبة قائمة على المدافن الجماعية، لكنّ مدفناً فردياً اكتُشف عَامٌ 2008 يعود تاريخه الي ما بين 2900 و2650 عاماً قبل العصر الحالي، بدا مخالفاً لهذا المنحى.

وبيّن تحليل جسدي أنثروبولوجي تقليدي ان شاغل هذه المقبرة ذكر يتراوح عمره ما بين 17 و25 عاماً، وفقاً لدراسة نُشرت هذا الاسبوع فى مجـلة “ساينتيفيك ريبورت”.

ووُجِدَت الي جانب المدفون مقتنيات تنمّ عَنْ مكانة مرموقة، مـن بينها صحن خزفي كثير يحتوي على آثار نبيذ، ومخرز نحاسي صغير (يستخدم لثقب الجلد)، وأغراض خشبية وعاجية، إضافة الي ناب كامل لفيل افريقى، وهي حالة لم يسبق اكتشاف مثيل لها فى أوروبا.

مقبرة

مقبرة “سيدة العاج” باسبانيا (رويترز)

مينا الأسنان

وبعد مرور بعض الوقت على دفنه، وُضِعت قطع أثرية جديدة فى القبر، مـن بينها خنجر مـن الكريستال الصخري بمقبض مـن العاج.

ولاحظت الدراسة التى استشهدت بأبحاث سابقة عَنْ شعوب المنطقة ان “كمية القرابين الجنائزية ونوعيتها تُظهر ان الميت المدفون كان الأعلى شأناً اجتماعياً فى شبه الجزيرة الأيبيرية اثناء العصر النحاسي”.

وشرحت المعدّة الرئيسية للدراسة مارتا ثينتاس بينا المتخصصة فى عدم المساواة بين الجنسين فى المجتمعات الأولى فى حديث لوكالة فرانس برس ان “رجل العاج” كان “فرداً مميزاً” أراد الباحثون “تأكيد نوعه الاجتماعي”.

ولجأ فريق عملها لهذا الغرض الي عنصر مساعِد مهم هو الأسنان المتحجرة، واستخدم تقنية جديدة لتحليل مينا الأسنان القديمة التى تحتوي على كميات كبيرة مـن بروتين الأميلوجينين. وهذا الجين موجود على الكروموسومات الجنسية، مما أتاح التوصل الي ان الميت المدفون ليس رجلاً … بل امرأة.

وقالت الباحثة فى جامعة إشبيلية إن هذا الاكتشاف “كان مفاجأة”. وللتأكد تماماً منه، “أجريَ تحليل لسن ثانية انتهى الي تأكيد النتائج”.

وربطت الدراسة هذا الاكتشاف بغرفة دفن جماعية جرت بالقرب مـن مقبرة “سيدة العاج”، بعد جيلين أو ثلاثة، وتضم نحو 15 شابة تم التعرف على جنسهن بواسطة عظامهن. واحتوت هذه المقبرة الجماعية على أثاث ثمين شبيه بذلك الموضوع فى مقبرة المرأة، كالعاج والعنبر والملابس المزخرفة وسوى ذلك.

“الأعلى شأناً”

ووثقت الأبحاث حالات أخرى لنساء تتسم مدافنهنّ بالفخامة نفسها فى العصرين التاليين البرونزي والحديدي، ومنهنّ “سيدة فيكس” فى بورغوندي (فرنسا)، لكنّ السائد فى هذه الحقبة كان “مدافن الرجال ذوي المكانة العالية”، على ما أفاد معدّو الدراسة.

إلاّ ان اى مدفن لرجال مـن هذا المستوى الاجتماعي العالي لم يُكتشَف بعد فى فالنسينا.

واستنتجت الدراسة ايضا ان “سيدة العاج” بلغت قمه الهرمية الاجتماعية بجدارتها وحدها، مستدلة على ذلك بعدم وجود أغراض فى مدافن الأطفال، مما يشير الي ان اكتساب المكانة لم يكن يحصل بموجب “حق الولادة”، خلافاً لما كانـت عليه الحال فى مجتمعات العصر البرونزي.
ورأت مارتا سينتاث بينا ان هذه المرأة كانـت تالياً “الأعلى شأناً” فى حقبة “كان المجتمع الأوروبي الغربي فيها يتخذ أكثر فأكثر الطابع الهرمي، وفيه “نخبة” بدا واضحاً ان هذه المرأة تنتمي اليها”.

وأضافت “القيادة فى مجتمعات ما قبل الدولة كانـت مـن نصيب الرجال عادةً، لكنّ دراستنا عرضت ان الحال لم تكن بالضرورة ايضا فى عصور ما قبل التَّارِيخُ”.

إلا ان المؤرخة المتخصصة فى عصور ما قبل التَّارِيخُ فى المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية آن أوجورو التى لم تشارك فى الدراسة نبهت مـن الاعتقاد بـ”أسطورة النظام الأمومي البدائي”.

وأوضحت مؤلفة كتاب “نساء العصر الحجري الحديث” ان “اى مجتمع أمومي لم يُكتشف حتـى اليـوم بطريقة غير قابلة للشك”.

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى