أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها | الموسوعة سام نيوز اخبار

فرنسوا تومبالباي سياسي تشادي يعرف بـ”نغارتا تومبالباي” اى “القائد الحقيقي”، ولد عَامٌ 1918 واغتيل عَامٌ 1975، شغل منصب أول رئيس لجمهورية تشاد منذ استقلالها عَامٌ 1960 وحتى الإطاحة به عَامٌ 1975. عرف باستبداده وأدت سياساته الي النزاع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي.

المولد والنشأة

ولد يـوم 15 يونيو/حزيران 1918 بقرية بيسادا فى قلب أراضي السارا، جنوب تشاد، بينما آنذاك مستعمرة فرنسية. وهو مسيحي ينتمي الي قبيلة سارا، التى كانـت تحتكر المناصب الإدارية وتحكم البلاد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فرنسوا تومبالباي تعليمه فى مدارس تبشيرية بروتستانتية فى مدينتي سارا وبرازافيل اثناء مدة الاستعمار الفرنسي لتشاد، وأصبح بعدها معلما.

فرنسوا تومبالباي (يمين) ورئيس جمهورية الكونغو يحضران مؤتمر رؤساء دول أفريقيا الاستوائية عَامٌ 1964 (الفرنسية)

التجربة السِّيَاسِيَّةُ

بدأ نشاطه فى النقابات العمالية المحليه، وبدأ انخراطه فعليا فى السياسة اثناء الحرب العالميه الثانية عندما قاتل الي جانب فرنسا امام حكومة فيشي، مما ابرز التزامه المبكر بالتغيير السياسي.

عَامٌ 1946، أسس فرعا محليا لحزب التقدم التشادي فى سارا، مجمعا أفراد عشيرته ومتحدثي لغة السارا الآخرين لقضية الحزب.

أدى نشاطه السياسي الي إلغاء منصبه التعليمى عَامٌ 1949، إذ شددت الحكومة الفرنسية القيود على الانخراط السياسي للمعلمين.

واصل تعزيز مسيرته السِّيَاسِيَّةُ مـن اثناء ادارة صحيفة الحزب، ولكن مسيرتها كانـت قصيرة بسـبب القمع الفرنسي.

استمر التأهل السياسي لتومبالباي، إذ فـاز بمقعد فى الجمعية الإقليمية الاستعمارية عَامٌ 1952 وتم انتخابه لاحقا لمجلس أفريقيا الاستوائية الفرنسية العام سنة 1957، وشغل منصب نائب الرئيس.

تصاعدت منافسته مع غابرييل ليسيت، زعيم حزب التقدم التشادي، أواخر الخمسينيات بعد إصلاحات قانون الإطار لعام 1956، التى سمحت للمستعمرات الفردية بالتفاوض بشأن دساتيرها الخاصة.

فى مارس/آذار 1959، نجح تومبالباي فى تولي قيادة حزب التقدم التشادي خلفا لليسيت، ليصبح بذلك الزعيم الفعلي لحكومة تشاد الاستعمارية.

عند استقلال تشاد يـوم 11 أغسطس/آب 1960، تولى منصب أول رئيس لها. بينما الهيمنة فى حكومته للجنوبيين، مما خلق احتكاكا مع الشمال.

الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو (يمين) يجتمع مع الرئيس التشادي فرنسوا تومبالباي فى باريس عَامٌ 1971 (الفرنسية)

عَامٌ 1962، حظر جميع الأحزاب السِّيَاسِيَّةُ، باستثناء حزبه. وتخلّص مـن المعارضين المسلمين وعزز مكانة الجنوبيين، وخاصة السارا، دَاخِلٌ الحكومة.

عَامٌ 1963، حلّ الجمعية الوطنيه وأنشأ محكمة جنائية خاصة للتحقيق مع المعارضين وتوجيه الاتهامات الجنائية ضدهم. واندلعت أعمال شغب امام الحكومة فى شمال تشاد وقمعها الجيش بشدة.

بحلول عَامٌ 1964، كان معظم المعارضين السياسيين البارزين لتومبالباي إما فى السجن أو المنفى. وفي عَامٌ 1965، ظهرت مجموعـات مسلحة متمردة فى شمال البلاد لتحدي الحكومة المركزية، وغذت هذه الحرب الأهلية الانقسام فى البلاد بشكل أكبر.

سعى تومبالباي للحصول على دعـم مـن فرنسا، بينما تلقت “فرولينات”، وهي جماعة متمردة فى الشمال، الدعـم مـن الزعيم الليبي معمر القذافي.

استمر تومبالباي فى الحفاظ على السلطة باتباع إجراءات قمعية وبدعم مـن فرنسا. ومع ذلك، أصبحت العلاقات مع باريس متوترة عندما فُصل الموظفون الفرنسيون الذين بقوا بعد الاستقلال وتعويضهم بتشاديين (معظمهم مـن الجنوبيين والسارا). ووُجِّهت له ولوزرائه اتهامات بالمحاباة والفساد وسوء استخدام السلطة.

الرئيس الأميركي ليندون جونسون (وسـط) وزوجته مع الرئيس التشادي تومبالباي (ثاني يسار) بالبيت الأبيض عَامٌ 1968 (أسوشيتد برس)

عَامٌ 1969، وافق تومبالباي على شروط فرنسا للدعـم، بدءا بعملية التحرير فى تشاد، حيـث تم الاعلان سراح عدة سجناء سياسيين.

وأوائل السبعينيات، أرسى تومبالباي سياسة تروم التشبث بهوية البلد، إذ شجع التشاديين على التخلي عَنْ الأسماء الأوروبية وتبني أسماء تشادية. وغير اسمه “فرنسوا” الي “نغارتا”. وتم تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الاستعمارية الي أسماء تشادية.

كَمَا أمر جميع كبار المسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والضباط العسكريين بالخضوع لطقوس “مبادرة يوندو”، وهي تجربة خضـع لها تومبالباي نفسه فى سن المراهقة، تضمنت الجلد والندبات على الوجه والتخدير والدفن التمثيلي، وزادت هذه الأفعال مـن استياء العديد مـن التشاديين، خاصة المقيمين فى الشمال والشرق، الذين كانوا فى الغالب مسلمين.

فى أغسطس/آب 1971، كُشف عَنْ محاولة انقلاب لها صلات بالقذافي، مما دفع تومبالباي الي قطع العلاقات مع ليبيا. فى الوقت نفسه، واجه إضرابات واعتراضات فى الجنوب، مما أدى فى النهايه الي قراره بحل حزب التقدم التشادي وإنشاء الحركة الوطنيه للثورة الثقافية والاجتماعية.

الاغتيال

اغتيل يـوم 13 أبريل/نيسان 1975، عَنْ عمر 56 عاما، اثناء أحاط ضباط الجيش والشرطة بقصره الخاص وطلبوا منه الاستسلام. وبعد رفضه، تم الاعلان النار عليه، وتوفي متأثرا بجروحه بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى