اعلن مسؤولون عَنْ تطبيق سناب شات بعد تصريحـات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن التطبيق يراقب المحتوى بفرنسا ويحذف المقاطع التى تحرض على العنف.
وأضاف مسؤولو تطبيق سناب شات أنهم لا يتسامحون مع المحتوى الذى يحرض على الكراهية أو العنف فى فرنسا.
ويتواصل الشباب المحتجون على مقتل الفتى نائل مع بعضهم باستمرار بواسطة هواتفهم النقّالة عبر تطبيقات عدة أبرزها سناب شات ويتوزّعون فى ارجاء مختلفة مـن المدن الفرنسية.
وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لما يقوم به هؤلاء الشبان، الذين اعلن عنهم ماكرون إنّ “بعضهم يطبّقون فى الشارع ما يعيشونه فى ألعاب الفيـديو التى سمّمتهم”.
ووجّه الرئيس الفرنسي أصابع الاتّهام بالخصوص الي منصّتي سناب تشات وتيك توك حيـث يتمّ تنظيم “تجمّعات عنيفة”، معتبراً انّ هاتين المنصّتين “تثيران أيضاً شكلاً مـن أشكال محاكاة العنف، مما يؤدّي فى صفـوف الأصغر سنّاً الي شكل مـن أشكال الخروج مـن الواقع”.
ألهب مقتله الأحياء الشعبية
وشُيّع جثمان الشاب نائل المرزوقي، السبت، فى ضاحية نانتير الباريسية بعدما ألهب مقتله الأحياء الشعبية وشدّ الأنظار الي فرنسا. وقد وصفه معارفه بأنه كان “فتى هادئا”، لكن حياته القصيرة لم تخل مـن تصادم مع سلطات إنفاذ القانون على غرار العديد مـن ابناء الضواحي.
وأحبّ الفتى موسيقى الراب والدراجات النارية، وقد ربّته والدته بمفردها فى نانتير بغرب العاصمة باريس.
وعاش فى شقة فى حي بابلو بيكاسو فى منطقه لاديفونس، وهناك اندلعت أول الاحتجاجات الثلاثاء بعيد مقتله برصاصة فى الصدر أطلقها عليه شرطي اثناء تدقيق مروري، بينما كان يقود سيارة مستأجرة.
وخلال مسيرة سلمية الخميس احتجاجا على مقتله، ردّد اسمه آلاف الأشخاص الذين رأوا فى مصيره المأسوي رمزا للمعاملة غير العادلة للشرطة الفرنسية تجاه فئة مـن الشباب.
وقالت صالحة (65 عاما) التى تقطن الحي نفسه إن “نائل كان فتى هادئا. بالفعل ارتكب مخالفات، لكن هل يبرر ذلك قتله؟”.
وردد متظاهرون اثناء المسيرة التى شهدت فى نهايتها أعمال عنف، “نائل ابننا جميعا”.
ووصفته والدته منية بأنه “افضل صديق لها”، وأضافت الأم التى رفضت تحميل مسؤولية مقتله لجهاز الشرطة برمته، “كان كل شيء بالنسبة إلي”.
وتابعت “لا ألوم الشرطة، ألوم شخصا واحدا: الشخص الذى قتل ابني”.
“ليس مجرما”
وتردد صدى مقتله خارج حدود فرنسا وخصوصا فى الجزائر التى تتحدر منها عائلته.
وأعربت الخارجية الجزائرية عَنْ “الصدمة والاستياء” مؤكدة ان نائل مـن “أفراد جاليتها” الذين يجب على فرنسا توفير “الحماية” لهم.
وكان الشاب أيضا قريبا جدا مـن جدته لوالدته، وعمل وفق محامي العائلة موظف توصيل بضائع.
كَمَا بدأ “دورة دمج” فى جمعية “أوفال سيتوايان” التى ترافق الشباب فى مجال الرياضة وتقيم شراكة مع فريق نانتير للرغبي.
وسجلُ نائل الجنائي خالٍ مـن السوابق، لكنه واجه بعض المشكلات مع سلطات إنفاذ القانون لرفضه الانصياع، وفق ما ذكر المدعي العام فى نانتير الذى اعلن إنه كان سيمثل امام محكمة الاحداث فى سبتمبر.
وأكدت السلطات ان قيادته الخطرة الثلاثاء هى التى بررت التدقيق المروري الذى انتهى بمقتله.
وقال رئيس جمعية “أوفال سيتوايان” جيف بويش فى مقال بجريدة “كوتيديان دويست”، “بالنسبة إلي، نائل هو المثال النموذجي لابن الحي الشعبي، تسرّب مـن المدرسة، شخصيّة حادة أحيانا لكنه ليس مجرما، بينما لديه الإرادة للخروج مـن هذا الوضع”.
وأكدت الجمعية على تويتر أنه “كان بصدد بناء مستقبل جديد”.
وقبل شهر مـن مقتله، حَقَّق نائل حلم العديد مـن الشباب. فقد ظهر ضيفا فى مقطع غنائي صوره فى نانتير نجم الراب الفرنسي جول.
مثل رياضيين ومغني راب آخرين، ســاهم جول على شبكات التواصل الاجتماعي دعوة لمساعدة أسرة نائل ماليا، تخليدا لذكرى هذا “الأخ الصغير”.