أثار انفجار الغواصة “تيتان” حزناً عارماً شغل الرَّأْي العام العالمي اثناء الأيام الماضية، وسـط مطالبات بتحديد المسؤولين والأسباب. وأمام هذه الكارثة، بدأت بعض البيانات تتكشف شيئاً فشيئاً.
فقد نشر الملياردير الأميركي جاي بلوم صوراً لمحادثات نصية جرت بينه وبين الرئيس التنفيذي لشركة “أوشين غيت إكسبيديشنز” المشغلة لغواصة “تيتان” ستوكتون راش، والذي كان مـن بين الضحايا الخمس أيضاً.
طمأنات كثيرة
وأكد الرجل أنه رفض المشاركة فى المغامرة رغم كل الطمأنات التى قدمها له راش، وذلك بسـبب مخاوف متعلقة بالسلامة.
كَمَا أوضح ان مقعديه مع ابنه قد ذهبا الي الملياردير البريطاني مـن أصل باكستاني شاهزادا داوود ونجله سليمان البالغ مـن العمر 19 عاما، اللذين لقيا مصرعهما مع 3 آخرين بالحادث.
وكشفت الرسائل التى نشرها الرجل على Facebook ، محاولات راش إقناع بلوم بالمشاركة فى الرحلة لمشاهدة حطام سفينة “تايتانيك”، حتـى جاء ان قدم الراحل له خصماً كبيرا، ليصل سعر الرحلة الي 100 ألف دولار فقط، إلا ان الأخير أخبره ان ابنه خائف مـن الرحلة بسـبب مجموعه مـن العوامل التى تهدد سلامة الغواصة.
وتعود المحادثات لتاريخ الـ 3 مـن فبراير/شباط الماضي، سأل راش بلوم بينما إذا كان مهتما بالرحلة حيـث إنه يبحث عَنْ زوجين مهتمين، كَمَا سأله عَنْ التَّارِيخُ الأنسب إليه.
إلا ان بلوم اعتذر بحجة ان صديقاً لابنه قد عمليات بحث عَنْ الامور السيئة التى قد اعلن وأثار مخاوفه، مؤكداً ان نجله يريد بخوض التجربة إلا أنه خائف.
بعد هذا الجواب، طالب راش بإجراء مكالمة فيديـو مع الابن لإقناعه بأن مخاوفه ضرب مـن خيال لا أكثر.
رسائل وعروض للإقناع
إلا ان الأب عاد وأكد ان ابنه أجرى بحثا بشأن الحياة البحرية فى ذلك العمق والمخاطر المحتملة على الغواصة، حيـث مـن المحتمل ان يهاجم حوت العنبر المركبة أو يمسك بها حبار ضخم ويهدد بدنها.
المنشور على Facebook
فرد راش بأن هذه أفكار عبثية، معتبراً ان الضغط أكثر مـن 100 مليون باوند، ولا يمكن لحوت العنبر أو الحبار ان يهدد الغواصة.
ورأى ألا مخاطر واضحة هناك، مشددا على أنها أكثر أمانا مـن السفر على متن طائرة مروحية، أو حتـى تجربة الغطس على أعماق قليلة، واستشهد أيضاً ان عدم تَسْجِيلٌ اى اصابه حتـى منذ 35 عاما فى الغواصات غير العسكرية.
وفي بقية الرسائل النصية، كان راش يسأل بلوم مرارا ما إذا كان قد اتخذ قراره بالمشاركة فى رحلة الغوص، عارضا عليه تخفيضا فى سعر الرحلة المقدر بـ250 ألف دولار للشخص الواحد.
لم تتوقف الامور عند هنا، حيـث التقى بلوم راش آخر مرة فى أول مارس/آذار الماضي، عندما ذهبا لتناول الغداء فى معرض “تايتانيك” بفندق فى لاس فيغاس.
الغواصة تيتان (رويترز)
وخلال الغداء فى ردهة الطعام تحدثا عَنْ الغوص بما فى ذلك السلامة، فكان راش مقتنعا تماما ان الامر أكثر أمانا مـن عبور الشارع، حتـى إنه أعطى الرجل كتابا مـن الصور وكان موقعا مـن قبله وبول هنري نارغوليه، وهما اثنان مـن التوقيعات الخمسة للركاب على متن الغواصة.
وأشار الي أنه أخبر راش أنه لا يمكنه الذهاب حتـى العام القادم بسـبب جدوله.
الرحلة الكارثية
يشار الي أنه تم تاجيل رحلتي غوص كانتا مقررتين فى مايو بسـبب سوء الأحوال الجوية، وتأخر الغوص حتـى 18 يونيو، تاريخ الرحلة التى شهدت المأساة.
نقدم لكم هوية ركاب الغواصة تيتان
وتيتان، التى تشغلها شركة “أوشن غيت إكسبيديشنز” ومقرها الولايات المتحدة، كانـت انطلقت فى رحلة مدتها ساعتان صباح الأحد الماضي، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعـم بعد مضي حوالى ساعة و45 دقيقة حتـى صرح عَنْ تحطمها ووفاة مـن بداخلها.
بينما تحمل على متنها كلا مـن الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ (58 عاما) ورجل الأعمال مـن أصل باكستاني شاه زاده داود (48 عاما) وابنه سليمان (19 عاما)، والاثنان مواطنان بريطانيان، بالإضافة الي المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عاما) والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت إكسبيديشنز” راش ستوكتن، فى رحلة كلفت كل واحد منهما 250 ألف دولار، والأهم حياته.