أخبار عالميةأخبار عربيةأخبار فلسطينالاخبار العربية والعالمية

بالفيديـو.. قصص صمود وتحدي للفلسطينيات فى مخيمات لبنان | سياسة سام نيوز اخبار

بيروت- صُنّفت الفلسطينية آمال شهابي واحده مـن ابرز 8 نساء مؤثرات فى المجتمع الفلسطيني حسب الموقـع العالمي “سكوب”. وهي أيضا مسؤولة العمل الاجتماعي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فى لبنان، ومسؤولة وحدة الدعـم القانوني لقوات الأمن الوطني الفلسطيني هناك.

وتمثّل شهابي صمود وقوة المرأة الفلسطينية فى مخيمات اللاجئين بالشتات، حيـث تواجه النساء تحديات عديدة نتيجه الظروف الصعبة التى تعيشها. وتظل محورا أساسيا فى الحفاظ على الهويه والثقافة الوطنيه، بالإضافة الي دورها الفعال فى بناء المجتمع.

مـن الأسر الي التميّز

تولّت شهابي تأسيس رياض الأطفال، وتنظيم مشاريع لمحاربة العنف امام المرأة وتمكين النساء فى العمل والحياة العامة.

وتقول للجزيرة نت: “تم اختياري واحده مـن 8 نساء فلسطينيات مؤثرات فى المجتمع الفلسطيني حسب الموقـع العالمي “سكوب”. أنا أسيرة محررة، اعتُقلت عَامٌ 1982 اثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتم الاعلان سراحي اثناء عملية تبادل الأسرى”.

وتضيف: “بالتأكيد كانـت تجربة قاسية، لكن تعلمت منها الصمود والثبات، وكان لها تأثير قوي، ورغم الألم والعذاب الذى تعانيه المرأة الفلسطينية فى الأسر، إلا أنها تخرج قوية ومناضلة وصلبة”.

وتتابع: “وهذا ما دفعني دائما للتفكير فى تمكين النساء الفلسطينيات دَاخِلٌ المخيمات لتثبيت حقوقهن ومشاركتهن فى العمل الاجتماعي والسياسي كشريكات فى النضال، بينما لي ورش عمل عديدة حول اهميه القيادة والمهارات الحياتية مـن اجل تعزيز قدرات النساء”.

والآن، تعمل شهابي مسؤولة عَنْ وحدة الدعـم القانوني لقوات الأمن الوطني الفلسطيني منذ عَامٌ 2014، وهي أول امرأة تحصل على هذا المنصب. وتقول: “أنا مسؤولة عَنْ الوحدة التى تُعنى بالمعايير الإنسانية التى يجب ان يلتزم بها رجال الأمن ويحترموها اثناء أداء واجباتهم”.

وتوضح شهابي: “قد يكون هذا المنصب غير تقليدي وغريبا، وقد يتساءل البعض كيف يمكن لامرأة ان تتولاه وتدرب عناصر قوات الأمن والضباط على كيفية أداء واجباتهم وحفظ أمن ونظام دَاخِلٌ المخيمات”.

كَمَا تدير مركز “أمل للمسنين”، الي جانب تأمين الرعاية النفسية والصحية لهم، وتعمل على توثيق الذاكرة المخزنة لدى المسنين وتأمين التواصل الاجتماعي والثقافي بين الأجيال الفلسطينية.

حلم يتحقق

وآمال ليست الوحيدة، فالمتطوعة الفلسطينية زينب جمعة أصبحت رئيسة جمعية “زيتونة للتنمية الاجتماعية” فى مخيم “المية ومية” للاجئين، بعدما بدأت مسيرتها فى العمل الاجتماعي صغيرة.

وتقول للجزيرة نت: “لم أتجاوز الـ18 مـن عمري عندما عملت متطوعة فى العمل الاجتماعي، وعندما بلغت الـ22، أسست جمعية “مدرسة زيتونة” التى كانـت حلما صغيرا، ولكننا نجحنا فى تطويره. وعام 2013، أسست جمعية “زيتونة للتنمية الاجتماعية” بمساهمة مجموعه مـن الشابات والشبان. نحن فى حالة تطور مستمر”.

وتضيف زينب: “كانـت فكرتنا فى البداية هى ان أكون متطوعة وأساعد الناس فى المجتمع المحلي، ولكن تطورت أهدافنا تدريجيا. نركز الان على دعـم الطــلاب دراسيا ونفسيا، والعمل مع النساء والشباب فى التطوع مـن اثناء برنامـج “فشة خلق”، وننظم فعاليات تثقيفية، مثل يـوم المرأة بمشاركة قرابة 200 امرأة”.

وختمت: “نؤمن بأهمية تمكين المرأة، فعندما تهتـم بنفسها وتعمل على تطوير ذاتها، فإن هذا يؤثر إيجابا على العائلة والمجتمع بأسره”.

ولا تختلف قصة المناضلة الفلسطينية سميرة صلاح عَنْ سابقاتها، وتجسد الصبر فى مواجهه التحديات، إذ عايشت الفتره الذهبية للقضية الفلسطينية منذ عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر الي أيام النضال الفدائي، حيـث شاركت النساء فى أقوى عمليات المقاومة تاريخيا.

وتتمتع سميرة بروح المثابرة والإيمان بالقضية، مع امتلاكها حس الدعابة الذى يعكس مرارة الواقع. وتشارك مع الجزيرة نت ذكريات طفولتها وتروي قصة والدها الذى كان نقيبا فى حيفا ومقاتلا فى جيش الإنقاذ. وتتذكر لحظات صعبة؛ حيـث وضع والدها رصاصاته حول جسدها لتجنب التفتيش البريطاني.

وأصيبت فى عمر السنتين، وتقول: “عندها ترصد والدي لمحاولة اغتيال، أصابت الرصاصة فمي فقط ولم تتسبب سوى فى جرح بسيط أشعر به حتـى اليـوم”.

فادية الخربيطي تعمل في الدفاع المدني
فادية الخربيطي لاجئة فلسطينية تقيم فى مخيم برج البراجنة ببيروت عملت فى الدفـاع المدني (الجزيرة)

الاسطورة الجديد وتضحيات

وتحمل رحلات اللجوء والترحال فى طياتها الاسطورة الجديد وتضحيات كثيرة، وتذكر سميرة: “تنقلت بين عدة محطات مـن حيفا الي طبريا، ثم الي الأردن ودمشق، قبل ان أنضم الي حركة القوميين العرب وأتزوج مـن صلاح صلاح وأعيش فى مخيم عين الحلوة بلبنان”.

ومع تطور الاحداث، تنقلت وعملت تقريبا فى جميع المخيمات الفلسطينية فى لبنان، وأصبحت عضوا فى الأمانة العامة لاتحاد المرأة الفلسطيني، ومسؤولة لجان المرأة فى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

كَمَا شاركت فى مؤتمرات ونضالات متعددة لتمكين المرأة وتشجيعها على الانخراط فى المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومثلت الجبهة الشعبية فى عدة دول اوروبية.

وتضيف سميرة: “كان دورى يتمحور حول توعية المرأة وتمكينها قيادة العمل والانتماء للوطن، بالإضافة الي المشاركة فى العمل السياسي المنظم. وشملت مهامي العمل فى مركز الأبحاث الفلسطيني، بينما مـن بين مهامنا نشر البيانات التى يصدرها العدو باللغة العربية لتوجيه وتوعية الناس”.

كَمَا تولت ادارة دائرة شؤون اللاجئين فى لبنان جاء الى منظمة التحرير الفلسطينية، حيـث كانـت مهمتها الأساسية رعاية المخيمات الفلسطينية، و”اثناء 21 عاما فى هذا المنصب، نجحنا فى مساعدة الناس عبر مشاريع البنية التحتية والمشاريع الكهربائية، نظرا لعدم تقديم الدولة اللبنانية المساعدة الكافية فى المخيمات”.

اما فادية الخربيطي أو “أم بيسان”، فهي لاجئة فلسطينية مـن قرية أم الفرج فى عكا، وتقيم فى مخيم برج البراجنة فى العاصمة اللبنانية بيروت، وتحدثت للجزيرة نت عَنْ انتمائها القوي لوطنها فلسطين منذ صغرها، وكيف تأثرت شخصيتها بنشوء الثورة الفلسطينية.

واستعادت ذكريات التدريب مع الأشبال، حيـث تعلمت كيفية الدفـاع عَنْ نفسها، مؤكدة اهميه تلك التجربة التعليميه فى حياتها.

تقول أم بيسان: “شاركت فى تجربة التدريب والعمل فى الدفـاع المدني وخدمات الإسعاف، وتعلمت كيفية تقديم الرعاية الأولية والمساعدة للمصابين، وشاركت فى العمل النسائي على خطوط النار لدعم المقاتلين”.

وتضيف: “كنت فى الاحداث بشكل مباشر، بما فى ذلك القصف على المطار والأحداث الاخرى التى تلتها، ومجزرة صبرا وشاتيلا، وكنا نعالج المقاتلين والجرحى ميدانيا”.

وتحدثت عَنْ التحديات التى واجهتها كامرأة فى العقود الماضية، وقالت: “تحدياتي كانـت مثل اى امرأة. كان الأهل والمجتمع يرفضون مشاركتي فى الدفـاع المدني. بينما المرأة تحت ضغوط معينة وتواجه صعوبات فى تحديد دورها فى المجتمع، خاصة اثناء فترات القصف والاحتلال”.

وتختم فادية: “أصبت برصاصة فى اليد اثناء تأدية واجبي فى الدفـاع المدني، وهذا كان تحدّيا آخر، وهو ما صعّب مشاركتي فى الأنشطة الميدانية، لكن مع الوقت تكيفت مع هذه التحديات واندمجت فى المجتمع، وزادت قوتي وانتمائي وقدراتي على العمل خارج حدود المخيم والمجتمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى