تكنولوجيا

“الطائر الأزرق اللعين يجب ان يذهب”.. إليك قصة ماسك مع تويتر

باشمئزاز عبّر الملياردير الأميركي إيلون ماسك قبيل استحواذه الكامل على تويتر العام الماضي بضرورة ذهاب “كل الطيور الزرقاء اللعينة” الخاصة بشعار المنصة الأكثر شعبية بين مواقع التواصل الاجتماعي.

فمنذ شرائه الشركة بدأ الرجل بإجراء تغييرات جذرية عليها بدءاً مـن عمليات التوثيق وإرجاع حسابات حذفت، وأخيراً وليس آخراً تغيير اسم الموقـع الي “إكس” ما أثار استياء الكثيرين.

لكن ما قصته معها ولماذا اشتراها رغم امتلاكه لمشاريع أخرى تدر عليه أموالاً طائلة مثل شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية و”سبيس إكس” إذ كانـت الامور تسير على ما يرام اثناء عَامٌ 2022 حيـث ارتفعت قيمة أسهم شركاته.

للإجابة عَنْ ذلك كشفت شيفون زيليس، التى تدير شركة Neuralink (وهي شركة ماسك التى تعمل على واجهات دماغية حاسوبية قابلة للزرع)، بأن قصته مع تويتر بدأت عندما حَقَّق أرباحاً بقيمة 10 مليارات دولار مـن الأسهم فقرر البحث عَنْ منتج لشرائه بدلاً مـن ان تنام تلك الأموال فى البنك حيـث أخبر مدير أعماله جاريد بيرشال بالبدء فى شراء الأسهم.

بينما الطريقة التى تبجح بها الرجل المثير للجدل بشراء تويتر وإعادة تسميته “X” بمثابة نذير للطريقة التى يدير بها الان المنصة بشكل متهور وغير محترم وفق ما وصفه تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

ايضا تعتـبر المنصة بالنسبة له كساحة مدرسية للعلب حيـث لها سمات يمكنه خلالها ممارسة السخرية والتنمر وامتلاكها سيسمح له بأن يصبح ملكاً لتلك الساحة.

ميول ابنته

وأوضحت زيليس بأن إحدى دوافع شرائه المنصة يعود لقلقه المتزايد مـن مخاطر ما أسماه “فيروس العقل المستيقظ” الذى كان يعتقد أنه يصيب أميركا، مشيرة الي أنه أخبرها “ما لم يتم إيقاف فيروس العقل المستيقظ، الذى هو فى الأساس مناهض للعلم، ومعادٍ للجدارة، ومعادٍ للإنسان بشكل عَامٌ، فلن تصبح الحضارة أبداً متعددة الكواكب”.

بينما مشاعر ماسك ناجمة جزئياً بسـبب مشكلات ابنته الكبرى، كزافييه، التى كانـت تبلغ مـن العمر آنذاك 16 عاماً، وميولها الماركسية المتحمسة حيـث قطع كل علاقاتها معه.

فى المقابل ألقى ماسك باللوم جزئياً على الأيديولوجية التى شعر ان ابنته تشربتها فى Crossroads، المدرسة التقدمية التى التحقت بها فى لوس أنجلوس، وشعر ان تويتر قد أصيب بعقلية مماثلة قمعت الأصوات اليمينية والمناهضة للمؤسسة.

ايضا كرر الملياردير الأميركي وجهة نظره البسيطة بأنه سيكون مـن المفيد للديمقراطية ان يتوقف تويتر عَنْ محاولة تقييد ما يمكن ان يقوله المستخدمون.

مزاج متقلب

وقال ماسك إنه أصبح واضحاً له أنه لن يكون قادراً على إصلاح تويتر أو تحويله الي X.com مـن اثناء الانضمام الي مجلس الإدارة، وكما كان الحال فى كثير مـن الأحيان، تقلبت أفكاره بشكل كثير مع تقلب مزاجه حتـى عندما كان يتجه نحو شراء تويتر، لكن لاحقاً وتحديداً فى التاسع مـن أبريل/نيسان 2022 كان قد تبنى فكرة الشراء.

ونجح رجل الأعمال ومالك تسلا فى تجميع تمويله، وقبل مجلس ادارة تويتر خطته فى نهاية أبريل. وبدلاً مـن الاحتفال بتلك الليلة، طار ماسك الي موقع الاعلان الصواريخ التابع له “Starbase” فى جنوب تكساس.

الي ذلك وفي الأشهر الفاصلة بين اتفاقية الصفقة والإغلاق الرسمى، تقلبت الحالة المزاجية له بشكل كثير حيـث كان متحمساً للغاية بشأن تنفيذ X.com أخيراً باستخدام تويتر كأداة ومسرّع.

إيلون ماسك (شترستوك)

إيلون ماسك (شترستوك)

وبعد بضعة أيام كان أكثر حزناً حيـث عبر عَنْ ذلك قائلاً إنه سيحتاج الي العيش فى المقر الرئيسي لتويتر، لافتاً الي ان هذا وضع صعب ومزعج ويصعب عليه النوم، كَمَا كان لديه شكوك حول مواجهه مثل هذا التحدي الفوضوي.

“كل هذه الطيور اللعينة يجب ان تذهب”

وعقب استحواذه على المنصة وفي زيارة للمقر الرئيسي وعندما كان يتجول عبّر عَنْ اشمئزازه فجأة مـن الطريقة التى تم بها لصق شعار الطائر الأزرق المعروف على تويتر فى كل مكان. وقال “كل هذه الطيور اللعينة يجب ان تذهب”.

ثم طرح ماسك على صديقيه المقربين وزملائه المؤسسين لشركة ” PayPal” لوك نوسيك وكن لوك بعض الأفكار الاخرى بشأن المنصة مثل فرض مَبْلَغٌ صغير على الأشخاص ليتم التحقق مـن هويتهم والقضاء على الروبوتات والحسابات الوهمية، وتوفير مصدر جديد للإيرادات، وتسهيل هدفه المتمثل فى تحويل تويتر الي منصه للمدفوعات، كَمَا تصور X.com، حيـث يمكن للأشخاص إرسال الأموال، وتوزيع النصائح والدفع.

مشاهد مباشرة لعملية تغيير شعار تويتر إلى X

مشاهد مباشرة لعملية تغيير شعار تويتر الي X

يذكر ان الملياردير اعلن علناً فى 14 أبريل/نيسان 2022 أنه يريد شراء تويتر، وعرض 44 مليار دولار لشرائها، وفي البداية، رفض مجلس ادارة تويتر العرض، وحاول منع ماسك مـن شراء الشركة بالقوة عبر اعتماد مبدأ “الحبة السامة” التى تحظر اي شخص مـن الاستحواذ على حصة كبيرة مـن أسهم الشركة. لكن مجلس ادارة تويتر قرر المضي فى الصفقة بعد التفكير ملياً وبالفعل أعلنت قبولها بالعرض فى 25 أبريل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى