أخبار فلسطين

بسـبب الحرب الباردة.. قتل 100 ألف بهذه الدولة الإفريقية

مع نهاية الحرب العالميه الثانية، اتجهت القوى الاستعمارية بالقارة الإفريقية لإنهاء وجودها بالمنطقة عَنْ طريق منح الاستقلال لمختلف الدول المستعمرة التى قبعت تحت وطأة الاحتلال على مدار عقود.

وخلال العام 1980، مثلت زيمبابوي آخر دَوْلَةٌ إفريقية رحل عنها الأوروبيون، حيـث اتجه البريطانيون اثناء شهر نيسان/أبريل مـن ذلك العام لإنزال علمهم ومغادرة المنطقة.

ويعود الفضل فى نهاية الحقبة الاستعمارية حينها لتزايد نفوذ الحركات الوطنيه التى لقيت تعاطفا جاء الى عَدَّدَ مـن القوى العالميه كالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي.

تدخل سوفيتي

ومنذ نهاية الحرب العالميه الثانية، تزعمت بعض الشخصيات المثقفة الكونغولية الحركة الوطنيه التى نادت بضرورة إنهاء الاحتلال البلجيكي للكونغو، ويوم 30 حزيران/يونيو 1960، نالت مستعمرة الكونغو البلجيكية السابقة استقلالها لتتحول لجمهورية الكونغو التى عانت منذ نشأتها مـن عدة أزمات تركزت أساسا على التوجهات العرقية والتنظيم الفيدرالي الذى لم يحسم أمره بشكل واضح جاء الى مختلف أطياف المشهد السياسي.

وخلال الأيام الأولى للاستقلال، عاشت جمهورية الكونغو على وقع أعمال عنف عرقية بين الإفريقيين والبيض. وكرد على ذلك، عمدت بلجيكا لإرسال عَدَّدَ مـن قواتها نحو المنطقة لحماية البيض. فضلا عَنْ ذلك، دعمت بلجيكا استقلال منطقتي كاساي الجنوبية (South Kasai) وكاتانغا (Katanga) بجنوب الكونغو.

وأمام تزايد وتيرة العنف، عمدت الأمم المتحدة لإرسال قوات القبعات الزرق نحو الكونغو لحفظ الأمن، فضلا عَنْ ذلك، رفضت الأمم المتحدة استغلال قواتها لدعم الحكومة المركزية بليوبولدفيل، التى أصبحت بينما بعد كينشاسا، امام الانفصاليين بالجنوب. وأمام هذا الوضع، فضّل رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا (Patrice Lumumba)، الذى اغتيل عَامٌ 1961، تغيير موقفه واتجه فى خضم الحرب الباردة لطلب الدعـم السوفيتي. وفي الأثناء، وافقت موسكو على طلب لومومبا، أملا فى زيادة نفوذها ووجودها بالقارة السمراء، وعمدت لإرسال العديد مـن الخبراء والمدربين العسكريين للكونغو كَمَا وفرت فى الان ذاته دعما لوجيستيا لحكومة ليوبولدفيل.

صورة لباتريس لومومبا

صورة لباتريس لومومبا

100 ألف قتيل

وعقب التدخل السوفيتي، عاشت الكونغو على وقع خلاف سياسي حاد بين كل مـن رئيس الوزراء لومومبا والرئيس جوزيف كازافوبو (Joseph Kasa-Vubu). ومستغلا هذا الوضع، قاد الجنرال موبوتو (Mobutu)، بدعم غربي، انقلابا أطاح بالحكومة وتم على إثره بطاقة حمراء المبعوثين والمستشارين السوفييت للكونغو.

وعلى إثر ذلك، شهدت مدينة ستانليفيل (Stanleyville) ظهور حكومة جديدة، ضمت أنصار لومومبا، حظيت بدعم الاتحاد السوفيتي، الي ذلك، زحفت قوات موبوتو على ستانليفيل وأطاحت بهذه الحكومة اثناء مدة وجيزة. وأمام تواصل التدخل السوفيتي بالمنطقة، وسعت القوات الأممية مهامها بالكونغو واتجهت لدعم موبوتو امام الحركات الانفصالية بالجنوب. وبفضل ذلك، استعادت الكونغو السيطرة على الأقاليم التى أعلنت انفصالها واستقلالها بوقت لاحق. مـن جهة ثانية، شهد العام 1964 اندلاع ثورة سمبا (Simba)، بشرق الكونغو، التى قادها متمردون ذوو توجهات ماركسية. وبدعم أميركي، تمكنت الكونغو مـن القضاء على هذه الثورة أواخر العام.

صورة للجنرال موبوتو

صورة للجنرال موبوتو

بعد انتخابات العام 1965، عاشت البلاد على وقع أزمة سياسية جديدة. وأمام هذا الوضع، قاد الجنرال موبوتو انقلابا آخر هيمن بفضله على مقاليد الحكـم بالكونغو، التى تحولت لجمهورية الزائير بحلول العام 1971، لحدود سنة 1997 قبل ان يعزل بعد انقلاب عسكري.

ولقبت الفتره ما بين عامي 1960 و1965 بفترة الأزمات الكونغولية. وخلال هذه الفتره، قتل ما لا يقل عَنْ 100 ألف كونغولي بينما هجّر الملايين نحو مناطق داخلية ودول الجوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى