“التنوع والتميز” هو عنوان التجربة الفنية للفنان الكبير الراحل احمد توفيق، ونضيف على هذا العنوان أيضًا تعدد المواهب فهو ممثل موهوب وضليع فى تقديم الشخصيات المتنوعة ما بين السينما والتليفزيون والمسرح أيضًا، ونضيف لذلك تميزه كمخرج قدم المزيد مـن روائع الدراما العربية.
اليـوم الاول مـن شهر أغسطس كان موعد رحيل هذا العبقري عَامٌ 2005 عَنْ عمر (75 سنة) بعدما أمتعنا بأعماله ممثلا ومخرجا، استفاد مـن دراسته المتنوعة فقد درس الآداب والحقوق ثم درجة البكالوريوس مـن المعهد العالي للفنون المسرحية، كل ذلك جعل منه فنانا مثقفا ومخرج واعيا ومنضبطا له بصمة ورؤية فى كل أعماله التى أخرجها والتي صنع بها المزيد مـن النجوم، كيفما قدمه وأكتشفه مخرج الواقعية صلاح أبو سيف، وقدمه للمرة الأولى مـن اثناء دور صغير فى فيلم ( لا وقت للحب)، ثم فيلم (القاهره 30) عَامٌ 1966، لتتوالى بعدها أعماله.
الفنان احمد توفيق فى فيلم “شيء مـن الخوف” برغم صغر مساحة الدور الذى قدمه لكنه كان مؤثرا وأي مشاهد للفيلم سيتذكر دوره ولن ينسي صرخته : أنا أجدع مـن عتريس .. ده آنى بلوة سودة .. آنى سفاح .. آنى شرانى .. إنتوا ما بتخافوش منى ليه “، أيضا شخصية “سالم الإخشيدي” فى فيلم “القاهره 30″، كانـت علامة فارقة فى مشواره وغيرت مسار حياته، عَامٌ 1966، فقد توالت بعدها الأعمال الفنية فى السينما والتلفزيون.
أيضا دوره فى فيلم حافية علي جسر مـن الذهب “شكري عبد الحميد” الذى يقتحم مجتمع الفنانين ليقدم لهم نفسه فى مشهد مـن مسرحية لوليم شكسبير فلا يجد منهم غير السخرية، هنا فى هذا المشهد قدم احمد توفيق معاناة الفنان الذى يبدأ وكيف يقابل الصعوبات، وقدمه ببراعة وبشكل انساني جدا يظهر علي ملامح وجهه .
ولو تحدثنا عنه كممثل أيضًا لن ننسي دوره فى مسلسل ” وتوالت الاحداث عاصفة ” إخراج حساـم الدين مصطفي فى دور ” عبد الستار ” الذى ظللنا طوال المسلسل نعتقد أنه شخصية ” البرادعي ” المجرم شديد الذكاء، لكنه خدع الجميع وكان البردعي شخصا آخرا وهو الفنان حسن مصطفي .
احمد توفيق
احمد توفق هو مخرج الروائع فى الدراما المصرية والعربية ويكفيه المسلسل الأهم ” لن أعيش فى جلباب أبي ” ، وأيضا قدم مسلسل عظيم هو ” عمر عبد العزيز ” ، ومسلسل ” هارون الرشيد ” أيضا مـن ابرز أعماله ، وهو كمخرج كان يتميز بالانضباط و الإيقاع السريع ويحقق فى كل أعماله المعادلة الصعبة فى تقديم الرسالة والمتعة فى كل أعماله.
ومن اهم العروض المسرحية التى أخرجها تليفزيونيا الراحل احمد توفيق، (سيدتي الجميلة، زهرة الصبار، أنا وهى وسموه، الدخول بالملابس الرسمية)، وجميعها تظهر بصمته فيه كمخرج تليفزيوني يعيد رؤية الْمُشَاهِدِينَ تليفزونيا .
احمد توفيق له موقف إنساني جدا ، فعندما رحل المخرج والفنان نور الشريف اثناء تصوير مسلسل ” السقوط فى بئر سبع ” أكمل هو المسلسل مخرجا ولكنه رفض وضع اسمه علي التتر ليظل اسم نور الشريف ، كَمَا أنه كان مدافعا شرسا عَنْ المسلسلات الدينية وخاض معارك كثيرة مع الرقابة ، وقدم أعمالا دينية كثيرة منها 4 أجزاء مـن مسلسل ” محمد رسول الله ” ومسلسلات ” الإسلام والانسان ” و” نور الإسلام ” و” رسول الإنسانية ” ، وأخرج رواية ” رد قلبي ” تليفزونيا بعد تقديمها سينمائيا فى الفيلم المعروف .
