أخبار فلسطين

عندما طردت بريطانيا المهاجرين الصينيين.. تفاصيل الأزمة



اثناء شهر أيلول/سبتمبر 1839، اتجهت بريطانيا للتدخل عسكريا امام الصين، اثناء مدة سلالة تشينغ (Qing) ضوء ما عرف بحرب الأفيون الأولى.

ومع نهاية هذه الحرب عَامٌ 1842، حصـلت بريطانيا على مكاسب تجارية تزامنت مع استيلائها على هونغ كونغ. وبعد حوالى 14 عاما، تجددت المعارك بين الطرفين بداية مـن العام 1856 ضوء ما عرف حينها بحرب الأفيون الثانية التى شهدت أيضا تدخل كل مـن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية اللتين حاولتا بدورهما الحصول على مكاسب تجارية بالصين.

الي ذلك، ساهمت حربا الأفيون فى تعاظم نفوذ البريطانيين بالصين. ونتيجة لذلك، تطورت العلاقات التجارية بين الطرفين وسمحت فى الوقت ذاته للعديد مـن الصينيين بالتنقل للعيش ببريطانيا.

الصينيون فى بريطانيا

اثناء عَامٌ 1866، افتتح رجل الأعمال والتاجر البريطاني ألفرد هولت (Alfred Holt) مؤسسة بلو فونل لاين (Blue Funnel Line) البحرية التى سرعان ما هيمنت على العديد مـن عمليات النقل التجاري البحري بين مناطق عديدة بالصين وليفربول.

الي ذلك، استقطبت هذه المؤسسة العديد مـن العمال الصينيين الذين عملوا لصالحها اثناء التنقلات البحرية بين الصين وبريطانيا. وبفضل ذلك، حلّ عَدَّدَ كثير مـن الصينيين ببريطانيا واستقروا بها.

جانب من أفراد فيلق العمل الصيني خلال الحرب العالمية الأولى

وخلال الحرب العالميه الأولى، اتجهت بريطانيا لاستغلال العديد مـن الصينيين ضوء فيلق العمال الصيني الذى تكون مـن حوالى 150 ألف صيني. وقد أوكلت لهذا الفيلق حينها مهام شاقة كحفر الخنادق وشحن المعدات العسكرية والذخائر.

ومع نهاية الحرب العالميه الأولى، رفض البريطانيون الاعتراف بدور هذا الفيلق الصيني. فضلا عَنْ ذلك، شهدت بريطانيا العديد مـن موجات العنف العرقية الموجهة امام المهاجرين الصينيين.

وخلال الحرب العالميه الثانية، اتجهت بريطانيا للاعتماد على عشرات الآلاف مـن الصينيين المقيمين بأراضيها ضوء فيالق العمل.

وبالتزامن مع ذلك، اتجهت وسائل الإعلام البريطانية لتعظيم دور الصينيين بالحرب لإبراز وحدة ولحمة سكان بريطانيا فى مواجهه النازيين.

وفي خضم الحرب العالميه الثانية، أضرب العمال الصينيون عَنْ العمل اثناء شهر شباط/فبراير 1942 بسـبب وضعهم المعيشي. ولإرضائهم، وافقت السلطات البريطانية على رفـع أجور هؤلاء العمال أملا فى الحفاظ عليهم بصفوف قوات الجيش.

ترحيل الصينيين

مع نهاية الحرب العالميه الثانية، أدارت بريطانيا ظهرها لهؤلاء المهاجرين الصينيين المقيمين على أراضيها، حيـث أقدمت السلطات على تخفيض رواتبهم وإنهاء العمل بالامتيازات التى منحتهم إياها زمن الحرب.

صورة لعمال صينيين أثناء نقلهم للمؤن المرسلة لجبهة الحرب

وخلال شهر تشرين الاول/أكتوبر 1945، اجتمع ممثلون عَنْ وزارات الداخلية والخارجية والنقل الحربي وشرطة ليفربول للتشاور حول موضوع المهاجرين الصينيين ومستقبلهم بالبلاد.

وعقب جملة مـن المحادثات، مرر المسؤولون البريطانيون ما عرف بالملف HO 213/926، الذى نص على ضرورة ترحيل البحارة الصينيين غير المرغوب فيهم. الي ذلك، أخفى البريطانيون حقيقة هذا الملف الذى صنف كمخالف للقانون. وحسب المشرعين البريطانيين، سُمح للسلطات بطرد البحارة الصينيين الذين دِينوا بارتكاب جرائم وسرّحوا مـن الخدمة.

وباشرت السلطات البريطانية فى ليفربول اعتقال البحارة الصينيين، بعد إجبارهم على توقيع وثائق تسريح مـن الخدمة، استعدادا لترحيلهم الي وطنهم. مـن جهة ثانية، أقدم البريطانيون على تهيئة سفن النقل المخصصة للترحيل عَنْ طريق إحداث سجون بداخلها لحبس البحارة الصينيين الرافضين لقرار الترحيل.

وفي ليفربول، لم يتردد رجال الشرطة فى شن مداهمات ليلية واقتحام المنازل لاعتقال البحارة الصينيين الذين تزوج عَدَّدَ كثير منهم نساء بريطانيات.

وخلال عمليات الترحيل التى استمرت لأواخر عَامٌ 1946، شهدت ليفربول العديد مـن الاحتجاجات حيـث رفضت النساء البريطانيات قرار ترحيل أزواجهن الصينيين وطالبوا رئيس الوزراء بالتدخل. الي ذلك، رفضت السلطات البريطانية الاستماع لهن لتواصل بذلك عمليات الترحيل التى فرقت عددا كبيرا مـن العائلات وانتهت بمغادرة عشرات الآلاف مـن الصينيين.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى