وافقت هيئة محلفين كبرى فى مدينة أتلانتا فى ولاية جورجيا الأميركية على لائحة مـن 10 تهم ترتبط بمحاولات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وبعض حلفائه الرئيسيين قلب نتائـج الانتخابات الرئاسية فى الولاية فى عَامٌ 2020.
ومساء الاثنين، عرضت لقطات تلفزيونية أميركية فى محكمة فى أتلانتا، حزما مـن الوثائق قدمت الي قاضٍ لكن لم تُوضح على الفور أسماء المتهمين أو التهم الموجهة إليهم، وأظهرت اللقطات القاضي اثناء توقيعه النتائج التى توصلت اليها هيئة المحلفين الكبرى.
مـن المحكمة فى جورجيا – فرانس برس
ويمهد ذلك لصدور لائحة اتهام تطال عددا كبيرا مـن المتهمين.
وستكون هذه رابع قضية ترفع امام ترمب (77 عاما) هذا العام، ما قد يؤدي الي أول محاكمة متلفزة لرئيس لاحق فى التَّارِيخُ الأميركي تشمل تهما تستخدم عادة لإسقاط رجال العصابات.
وقال ترمب فى منشور على صفحته على موقع “تروث سوشيال” إن الامر “سخيف”، داعيا مسؤول انتخابات محليا سماه بالاسم ووصفه بـ”الفاشل” لعدم الادلاء بشهادته امام هيئة المحلفين الكبرى.
وكتب الرئيس السابق “أولئك الذين زيفوا الانتخابات وسرقوها هم مـن يتلاعبون، وهم مـن تجب مقاضاتهم”.
وقال المحلل السياسي فى جامعة ولاية جورجيا أنتوني كريس فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعي “سيكون هناك العديد مـن المتهمين على الأرجح، مما سيظهر نمطًا مـن السلوك غير القانوني (استهدف) قلب الانتخابات فى جورجيا: القرصنة والبيانات الكاذبة والمضايقات… إلخ”.
ويتوقع محللون قضائيون ان تجمع المدعية العامة لمنطقة أتلانتا، فاني ويليس، الادعاءات امام ترمب وعدد مـن المشتركين معه فى قضية واحده فى اطار قانون تأثير الابتزاز والمنظمات الفاسدة (المعروف اختصارا باسم ريكو) لولاية جورجيا.
وتشكل الولاية الجنوبية التى فـاز بها الرئيس جو بايدن بأقل مـن 12000 صوت عَامٌ 2020، أخطر تهديد لحرية ترمب بينما يحاول الي الفـوز بترشيح الحزب الجمهوري لمحاولة إعادة انتخابه عَامٌ 2024.
وحتى لو تم انتخابه، لن يتمتع ترمب فى جورجيا بأي مـن السلطات التى يتمتع بها الرؤساء فى النظام الفيدرالي لإصدار عفو عَنْ النفس أو جعل المدعين يسقطون القضايا.
مكالمة هاتفية
وفي العادة، تستخدم قوانين “ريكو” لاستهداف الجريمة المنظمة ويمكن إدانة اى شخص يمكن ان يكون مرتبطًا بـ”مؤسسة” إجرامية إذا كان هناك نمط مـن الجريمة يرتكب عبر هذه المؤسسة، لكن بموجب قانون جورجيا الأوسع، يسمح للمدعين بدمج التهم التى يرتكبها متهمون مختلفون بدون إثبات وجود منظمة إجرامية.
ومن بين الوقائع التى يرجح ان تبرز بين الاتهامات، مكالمة هاتفية أجراها ترمب مع مسؤولين فى جورجيا طلب منهم فيها “إيجاد” الأصوات التى مـن شأنها قلب هزيمته امام الديمقراطي بايدن فى الولاية الجنوبية.
ويتوقع المحللون أيضا ان يتم تقديم اتهامات بشأن مخطط لإرسال شهادة مزيفة عَنْ فوزه المزعوم فى جورجيا الي الكونغرس الأميركي، وكذلك بشأن شهادة زور أدلى بها مساعدون لترمب عَنْ تزوير الانتخابات.
ويُحتمل ان ترصد هذه القضية أيضا المضايقات التى ترصد لها اثنان مـن موظفي الاقتراع فى مقاطعة فولتون والوصول الي بيانات حساسة مـن مكتب انتخابات فى مقاطعة ريفية جنوب أتلانتا غداة أحداث الشغب فى الكابيتول عَامٌ 2021.
بينما هيئة محلفين كبرى “خاصة” منفصلة استمعت العام الماضي الي 75 شاهدا وقدمت تقريرا سريا فى شباط/فبراير، أوصى بالعديد مـن التهم.
شفافية
وظاهريا، تبدو القضية فى جورجيا كأنها نسخة مصغرة مـن قضية وزارة العدل امام ترمب حول التدخل بالانتخابات- التى تركز على ولايات عدة – لكنها تختلف فى جوانب عملية أخرى بجانب عنصر “ريكو”.
فى جورجيا، أرسلت ويليس رسائل استهداف الي محامي ترمب السابق رودي جولياني الذى مارس ضغطا على المشرعين المحليين فى عدة جلسات استماع للجنة عقدت بعد الانتخابات، و16 ناخبًا وهميًا نصفهم يقال إن لديهم صفقات حصانة.
وبحسب “سي إن إن”، قد توجه ويليس اتهامات الي أكثر مـن عشرة أشخاص قد يكون مـن بينهم رئيس الموظفين السابق فى البيت الأبيض مارك ميدوز ومساعدون آخرون لم يكونوا محل تركيز لائحة الاتهام الفيدرالية لترمب.
ويعد نظام المحاكم فى جورجيا أكثر شفافية مـن النظام الفيدرالي، ما يعني أنه ليس ما يمنع بث القضية عبر التلفزيون مـن الجلسة التمهيدية الأولى.
وتجتمع هيئة المحلفين الكبرى فى مقاطعة فولتون أيام الاثنين والثلاثاء. ويتوقع مراقبو المحاكم المحليه ان تقوم ويليس بإنهاء وتقديم اى اتهامات توافق عليها اللجنة فى غضون يومين، وهو الجدول الزمني المعتاد لقضايا الابتزاز.
