فى مشهد لم يألفه عالم التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، قفز تطبيق “ثريدز” للتدوينات القصيرة فى مدة وجيزة محققاً نجاحا منقطعا النظير، ثم قفز مرة أخرى متراجعاً للخلف فاقدا بريقة فى مدة وجيزة أخرى.
وبعد ان لمع منذ انطلاقه فى السادس مـن يوليو الحالي ببلوغ عَدَّدَ المشتركين فى “ثريدز” 100 مليون شخص فى 5 أيام فقط، بدأ هذا الوهج فى الانطفاء بعد أيام قليله مـن انطلاقه بعزوف ملايين المستخدمين عَنْ التطبيق الذى أطلقته شركة “ميتا” وظن كثيرون أنه سيصبح أحد بدائل “تويتر”.
هبوط ملحوظ فى التفاعل
وكشفت بيانات عدة مواقع لرصد التفاعل -منها “سيميلار ويب” (Similarweb)- عَنْ هبوط بنسبة 20% فى المستخدمين النشطين يوميا وانخفاض بنسبة 50% فى الوقت الذى يقضيه المستخدمون على التطبيق.
وأبلغ موقع مماثل عَنْ هبوط بنسبة 25% فى المستخدمين النشطين يوميا وانخفاض بنسبة تزيد على 50% فى وقت استخدام التطبيق.
يؤكد هذا التغير فى سلوك المستخدم الصعوبات التى تواجهها المنصات الجديدة فى الاحتفاظ بالاهتمام بمجرد ذهاب الفضول حولها فى الأيام الأولى، ويواجه ثريدز رحلة صعبة ليرسخ نفسه كجزء لا يتجزأ مـن عادات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكرر ثريدز مسار عديد مـن المنصات التى استقطبت اهتماما كبيرا عند إطلاقها، ولكن الاهتمام سرعان ما يتراجع الي مستويات دنيا، ويسلط ذلك الضوء على التحدي المتمثل فى الاحتفاظ بالمستخدمين فى عالم وسائل التواصل الاجتماعي سريع الخطى.
وتستند العديد مـن الإحصائيات المذكورة الي استخدام نظام “أندرويد” (Android)، وهو أمر يسهل تتبعه الي حد ما مقارنةً بمستخدمي نظام “آي أو إس” (iOS).
ثريدز تويتر رويترز
بشرى لـ”تويتر”
وفي منشور بعنوان “ثريدز”، اعلن المدير التنفيذي فى “إنستغرام” (Instagram) آدم موسيري إن شركة ميتا لا تركز بشكل حصري على مقاييس التفاعل فى هذه المرحله مع منصه ثريدز، إذ كتب: “لا ينصب تركيزنا الان على المشاركة، وهو أمر مهم طبعا، ولكن تركيزنا الان يتمحور حول تجاوز العقبات الأولية التى نراها مع كل منتج جديد، وبناء ميزات جديدة، وتحسين الأداء”.
وفي اثناء ان تراجع التفاعل مع ثريدز قد يبدو بمثابة اخبار جيدة لشركة “تويتر” (Twitter)، لا يزال لدى الشركة كثير مـن الأسباب للقلق بشأن أحدث منافس لها.
وكتب الخبير ديفيد كار فى موقع “سيم ويب” (SameWeb) ان هناك “بعض الإشارات” على ان بعض تفاعلات ثريدز على الأقل قد جاءت على حساب تويتر، وأضاف “فى أول يومين كاملين مـن بداية ثريدز، كان حجم الرسائل على منصه ثريدز كبيرا بشكل عَامٌ، وتسبب ذلك فى هبوط حركة مرور الويب الي موقع تويتر بنسبة 5%، مقارنة بالأيام نفسها مـن الاسبوع السابق، وانخفض استخدام تطبيق تويتر على أندرويد بنسبة 4.3%”.
