الاخبار العربية والعالمية

رحلة الي قلب الجحيم.. شركة غواصة “تيتان” الغارقة تخطط لإرسال 1000 شخص لهذا الكوكب

يقول الشاعر الإيطالي المعروف ومؤلف “الكوميديا الإلهية”، والملهم للكثير مـن الأعمال الفنية، دانتي إليغري، “إن أسوأ مكان فى الجحيم مخصص لأولئك الذين يقفون على الحياد فى المواقف الأخلاقية”. ولكن هناك درجات فى الجحيم يمكن للمرء الاختيار وحتى دفع ثمن رحلة مقابل الحصول على مقعد بها.

فبعد الحادثة المروعة للغواصة “تيتان” فى يونيو الماضي، والتي انفجرت الي أشلاء وراح ضحيتها 5 أشخاص كانوا على متنها فى زيارة الي مكان سفينة “تيتانيك” الغارقة فى قلب المحيط، يعمل الشريك المؤسس لشركة “OceanGate”، غيليرمو سونلاين الي إرسال 1000 شخص للعيش فى سحـب حمض الكبريتيك على كوكب الزهرة بحلول عَامٌ 2050.

بالطبع، حتـى الان، لا توجد طريقة يمكن تصورها للبشر لتطأ قدمهم كوكب الزهرة، لذا فإن الطريقة الوحيدة للمسافرين لتجربة الحياة على الكوكب هى إقامة مستوطنة بطريقة ما فى جوها الخطير.

وتأتي الفكرة بعد الاعلان مؤسسة “Humans2Venus Foundation”، حيـث أخبر سونلاين “Business Insider” أنه لا يزال يأمل فى متابعة حلم كوكب الزهرة حتـى بعد مأساة “تيتان”. “لكنها لن تكون سهلة”، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت”.

ووفقاً لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، فقد تم إرسال أكثر مـن 40 مركبة فضائية باتجاه كوكب الزهرة، والعديد منها يدور ببساطة حول الكوكب، بينما الأولى فى عَامٌ 1962 عندما ذهبت “مارينر 2” التابعة لناسا لرؤية أقرب جيران للأرض. ثم اكتشف العلماء ان كوكب الزهرة كان “يحمل العديد مـن الغازات الدفيئة الجامحة”.

ويمكن تمثيل حرارة كوكب الزهرة الشديدة وضغط الهواء الساحق – 90 ضعف ضغط الأرض، وما يعادل الضغط الذى يبلغ عمق 3300 قدم تقريباً فى المحيط – يعني ان أطول مدة نجت اى مركبة فضائية على السطح هى أكثر مـن ساعتين بقليل، وهو رقم قياسي يحتفظ به الاتحاد السوفيتي والخاص بمسبار “Union’s Venera 13” فى عَامٌ 1981. كمالا توجد مياه سائلة على كوكب الزهرة، ولكن هناك الآلاف مـن البراكين، وكثير منها نشط “مكان أشبه بالجحيم”.

مـن جانبه اعلن “بيلين أو”، مهندس ميكانيكي فى جامعة نورث إيسترن، والذي يعمل على طائرة بدون طيار يمكن ان تلمس السطح: “إنه يشبه بشكل أساسي ما أتخيله حول الجحيم”.

وحتى وكالة “ناسا” ليس لديها ثقة كبيرة فى الهبوط على سطح كوكب الزهرة، فهي تخطط لمهمة “DAVINCI 2031” التى تأمل ان توفر بضع دقائق مـن استعادة البيانات السطحية.

وهذا لا يمنع سونلاين، وهو غير مهندس أو عالم، الي الرغبة فى جلب 1000 شخص للعيش فى سحـب حمض الكبريتيك فى كوكب الزهرة.

“سونلاين” مغرم بجاذبية الكوكب، والتي تشبه نسبياً جاذبية الأرض. وكتب فى مدونة أنه يعتقد ان التحديات الاخرى للبيئة القاسية التى تشمل الإشعاع ودرجة الحرارة والضغط والغذاء والماء والهواء القابل للتنفس “يمكن التغلب عليها”.

وأضاف: “إذا كانـت البشرية تريد ان تعيش على أكثر مـن كوكب، فنحن بحاجة الي أكبر عَدَّدَ ممكن مـن الخيارات، لذلك يجب علينا استكشاف كل الاحتمالات”.

ويرى ان إرسال 1000 شخص الي جزء مـن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة أقل طموحاً مـن وضع الناس على سطح المريخ. لذا، فقد ركز بشكل كثير على تلك الشظية، فكتب ان مساحة صغيرة على بعد حوالى 31 ميلاً مـن السطح توفر جاذبية “1G”، ودرجة حرارة “مقبولة نسبياً”، وضغط هواء عند “1ATM –” يساوي حوالى 14 رطلاً مـن الضغط لكل بوصة مربعة – وقليلاً مـن الحماية مـن الإشعاع.

ومع ذلك، حتـى فى بقعة فينوس الحلوة هذه، يوجد الغلاف الجوي الثقيل بثاني أكسيد الكربون، وتتكون السحب مـن حمض الكبريتيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى